الأخبار
أرقام مفزعة وإحصائيات مرعبة عن زراعة الألغام تنشرها جهات مختلفة. هذه الآفة حولت البلد الذي وصف منذ زمن بـ”السعيد” إلى أكبر دولة ملغومة في العالم منذ الحرب العالمية الثانية.. الأمر الذي يجعل عملية التخلص من هذه الكارثة مهمة في غاية الخطورة والتعقيد.
فوفق تقديرات مشروع مسام فإن الميليشيات الحوثية زرعت نحو مليون لغم أرضي بطريقة عشوائية ومازالت مستمرة في زراعتها حتى الآن في مختلف مناطق اليمن وبحارها كجزء من استراتيجيتها التي خربت هذا البلد وحولته إلى كومة ركام عدا عن حصد الأرواح وبتر الأطراف.
إن ضحايا الألغام في ازدياد خاصة في ظل بقاء الأرض ملوثة بهذه الآفة ومواصلة الانقلابيين زراعتها وتمويهها بطرق متنوعة حتى يقع المدنيون في شراكها.
ويواجه نازعو الألغام صعوبات بالغة في التعامل مع الألغام المفخخة تتمثل في تعقيد العملية التي يتم من خلالها نزع العبوات التي تعمل بدوائر كهربائية أو التي تعمل بالأشعة تحت الحمراء وأخرى تعمل بالضغط والدوائر الكهربائية في نفس الوقت.
ويعتبر استمرار الحرب التي تشنها ميليشيات الحوثي على اليمن واليمنيين سببا رئيسيا يعيق جهود تطهير الأرض من الألغام نظرا لصعوبة الوصول للكثير من المناطق الملغومة.
وتعمل الفرق التابعة لمشروع مسام حسب خطة الطوارئ التي تهدف لتمكين النازحين من العودة إلى منازلهم وقراهم ومدنهم من خلال التركيز على فتح وتأمين الطرقات لتسهيل إيصال المواد الإغاثية وتوفير الخدمات فيها.
وعلى سبيل الذكر لا الحصر، تمكن الفريق 8 مسام منذ بدأ عمله من تطهير 6 حقول ألغام في منطقة قطابة وقطابة الشرقية ومنطقة الحيمة التابعة لمديرية الخوخة من نزع 1700 لغم وعبوة ناسفة وقذيفة غير منفجرة زرعت بطريقة عشوائية في مزارع المواطنين والطرق الفرعية ومناطق التجمعات السكنية.
وقال قائد الفريق المهندس مسعد قايد إن فريقه يعمل حاليا على تطهير حقل أزيل منه إلى حد الآن 222 لغما مضادا للدروع و20 دواسة قابلة للانفجار بأقل ضغط يتعرض له.
بفضل هذه المجهودات، تمكن هذا الفريق من تسليم عشرات المزارع في منطقة قطابة الشرقية للمزارعين بعد أن تم تطهيرها من الألغام بشكل كامل.
من جهة أخرى، أعلن مدير عام مشروع مسام السيد أسامة القصيبي أن فرق المشروع نزعت خلال الأسبوع الأول من شهر فبراير 1493 ذخيرة غير منفجرة و360 لغما مضادا للدبابات و11 لغما مضادا للأفراد ليصل المجموع إلى 1865 ويرتفع إجمالي ما تم نزعه منذ انطلاق المشروع ولغاية السادس من شهر فبراير إلى 129348 تنوعت بين ألغام وذخائر غير منفجرة وعبوات ناسفة.
لقد نفذت الفرق التابعة لمشروع مسام أكثر من 75 عملية إتلاف وتفجير للآلاف من الألغام والعبوات الناسفة في عدد من المناطق اليمنية سعيا لتأمين حياة المدنيين وتوفير بيئة صالحة للعيش رغم جملة الصعوبات والعراقيل التي تواجهها.
العاملون بفرق مسام كالماسكين على الجمر، لكنهم لا يأبهون لذلك إيمانا بالرسالة الإنسانية التي يحملونها.. هم وضعوا حياتهم على المحك فقط في سبيل إنقاذ أرواح أخرى حكمت عليها ميليشيات الغدر بالموت البطيء.. هم في صراع مع الوقت، لكن فيما تعمل هذه الفرق على إزالة الألغام من المناطق المحررة لازالت الأيادي الحوثية تزرعها في الجهة المقابلة.