منذ عام 2000 انطلق مشوار ناصر عوض، قائد الفريق السادس مسام، مع الألغام، حيث التحق بالبرنامج الوطني للتعامل مع الألغام، أين تلقى دورات تدريبية مختلفة، حيث عمل على نزع الألغام في بعض مناطق اليمن مثل حضرموت وأبين وصنعاء، لكن ما إن حلت الحرب في اليمن وشاعت زراعة الألغام على يد الميليشيات وحل مسام على أرض اليمن لإنقاذ النسل والحرث من هذا الداء القاتل الملغوم، حتى انضم ناصر عوض لهذا المشروع الإنساني النبيل ليكون جزء من الرسالة الإنسانية السامية لهذا المشروع.
وقد عبر ناصر عوض قائد الفريق السادس مسام عن اعتزازه بالانضمام لهذا المشروع بقوله: “الدخول تحت مظلة مشروع مسام مثل منعرجا كبيرا في مشواري الكفاحي ضد الألغام ، حيث تعلمت على يد خبراء هذا المشروع و عبر دوراته التدريبية المكثفة والنوعية وتوجيهاته التطبيقية والميدانية، وبفضل ما يمتلكه من عتاد متطور لمكافحة علب الموت المتفجرة، مهارات عدة وصقلت تجربتي وتحولت إلى قائد فريق ضمن هذا المشروع الراقي والواعد الذي يحرص على مد أفراد أسرته بمعلومات محينة وحديثة على كل ما يجد من تطورات وتحويلات تدخلها الميليشيات على الألغام في الميدان، حتى يتعامل معها النازعون بدقة واحترافية تضمن سلامتهم ونجاح مهمات النزع والإتلاف التي يقوم بها أعضاء هذا المشروع في اليمن”.
وعن مثابرته الميدانية تحدث ناصر عوض بفخر: “بتوفيق من الله وبفضل الجهود الرائدة لمشروع مسام، تمكنا من نزع العديد من الألغام من البيوت والمزارع ومناطق الرعي والطرقات والشوارع وآبار المياه وغيرها، وكلها مناطق حيوية يحتاجها الناس في معيشهم، وقد تعمدت الميليشيات وضع الألغام فيها للتسبب في أكبر عدد من الضحايا”.
وبخصوص سبب اختيار العمل في مجال الألغام، قال ناصر عوض الآتي: رغم أن بعض الناس من المحيطين وغيرهم حذرني من خطورة العمل في مجال نزع الألغام، حيث يسميها البعض بمهمة الموت، إلا أنني كنت مصرا على الالتحاق بالبرنامج الوطني للتعامل مع الألغام ومن ثمة الانضمام لأسرة مشروع مسام، إيمانا مني بقيمة هذا العمل الإنساني ودوره في إنقاذ الناس من الهلاك والخراب، فأنا كنت أحلم دائما أن أكون حلقة من حلقات هذه المهام النبيلة والحمد الله وفقت لذلك، وأنا اليوم قائد للفريق السادس مسام، أزاول أرقى الأعمال الإنسانية على الأرض وأسعى إلى زرع الحياة مع رفقاء دربي في كل شبر من اليمن نحل فيه، تحت مظلة هذا المشروع الذي يبذل كل جهوده ويضحي بكل ما لديه طاقات وخبرات من أجل خير اليمن.
من بين المهام الإنسانية في إطار هذا المشروع والتي ظلت محفورة في ذاكرة هذا النازع قصة إنقاذه لطفلة في منطقة إب بجبال العوز، حيث قال: دخلت طفلة ترعى الأغنام منطقة كانت قد زرعت بالألغام وقد انفجر واحد منها وعلقت في شراكه، وقد كلفت بإنقاذ هذه الطفلة، وقمت مع فريقي بفتح طريق للوصول لها، وكنت أثناء عملية فتح الطريق أتألم أيما ألم لبكاء الطفلة، حتى تمكنا بتوفيق من الله من إنقاذها وإنهاء معاناة هذه الصغيرة، وقد كانت مهمة حرجت فرحت جدا بالنجاح فيها.
وبخصوص إنجازات فريقه، قال ناصر عوض: بفضل الله طهر فريقي أكثر من مليون خمسمائة متر وتمكن من نزع أكثر من 2000 لغم وأكثر من 2500 قذيفة، وما يزيد عن 3500 فيوز، وأكثر من 11000 مقذوفة، ومازال فريقي يثابر في الميدان بتوجيهات ورعاية ودعم مشروع مسام الذي يغرس فينا الأمل والشجاعة للمضي قدما حتى يتحرر اليمن تماما من الألغام، فكل الشكر والتقدير للبرنامج الوطني لنزع الألغام ولمشروع مسام اللذان لم يدخرا جهدا للذود عن اليمنيين في محنتهم مع الألغام.