الأخبار
مازالت الأزمة اليمنية مفتوحة على مزيد الكوارث والنكبات خصوصا المجاعة التي فتكت بآلاف اليمنيين والانتشار الواسع للألغام بعد مرور أكثر من خمس أعوام من جرائم الحرب المجنونة التي بلا كوابح أو ضوابط أو التزام إنساني أو أخلاقي بقوانين الحرب.
وكانت منظمة “رايتس رادار” التي تتخذ من أمستردام مقرا لها قد كشفت بأن الانقلاب الذي يشهده اليمن منذ 2014 لايزال مستمرا، وقد جرت فيه أكبر عملية زرع للألغام الفردية والمضادة للمركبات والعبوات الناسفة في تاريخ اليمن الحديث.
وكانت محافظة تعز قد تصدرت قائمة الضحايا بـ160 قتيل و134 مصاب تليها محافظة الحديدة بـ114 قتيل، و88 مصاب، وتحل محافظة البيضاء في المركز الثالث بـ94 قتيل و75 مصاب.
وأوضح تقرير منظمة رايتس رادار المعنون بـ”اليمن: حدائق الموت” الصادر في شهر فبراير أن أكثر الضحايا من الرجال بإجمالي 484 فيما قتلت 67 امرأة و134 طفلا، بينما بلغ عدد القتلى من المدنيين بالألغام 609 قتيلا ومن العسكريين 76 قتيلا، فيما أصيب 601 بإعاقات بينهم 173 عسكريا و427 رجلا و115 طفلا و59 امرأة.
هذه الإحصائيات التي تبقى نسبية، لأن ما خفي كان أعظم، يلاحظ مدى فداحة الوضع في اليمن ومدى فظاعة الصورة هناك. لقد أزيح اللثام عن الوجه البشع لهذه الجماعة التي تريد الإجهاز على هذا البلد بالكامل.
واعتبر التقرير ميليشيات الحوثي المسؤولة الأولى عن زراعة الألغام بعد التنظيمات المتطرفة الأخرى، كما أفاد تقرير أوروبي حديث أن الحرب التي أشعلت فتيل نيرانها الجماعة الحوثية أجبرت عشرات الآلاف من الأسر للالتحاق بمجتمع النازحين داخليا موزعين على الكثير من المحافظات اليمنية، حيث دمرت الميليشيات الإرهابية منازلهم ومصادر كسب عيشهم، وأشار التقرير إلى أن الصراع الذي تسببت فيه جماعة الحوثي شرد أكثر من 390 ألف فرد منذ مطلع 2019.
ولطالما مثلت الألغام السبب الرئيسي في قتل وإصابة المدنيين عدا عن مساهمتها في تقويض البنية التحتية وتهجير الناس ومنعهم من مزاولة نشاطاتهم.
إن حقول الألغام الهائلة ستترك اليمن بلا شك مكدسا بالمتفجرات الحوثية المدفونة التي بمقدورها قتل وتشويه المدنيين لعقود قادمة، وتعد هذه الآفة وسيلة انتقام الحوثيين من الشعب والمتسبب الأول في الكوارث التي حلت بهذا الشعب.
من جهنه، تمكن الفريق 3 مسام من تأمين 18 حقل ومنطقة ملغومة بمساحة إجمالية قدرت بـ30 ألف متر مربع في مديريات الغيل والحزم ومنطقة صبرين بمديرية الخب والشعف التابعة لمحافظة الجوف وذلك منذ بداية عمله منتصف 2018، وقد تم خلالها إزالة 16 ألف لغم وعبوة ناسفة وقذيفة غير منفجرة، الأمر الذي مكن مئات المزارعين من العودة إلى مزارعهم في مديرية الغيل بعد أن ظلت مهجورة لأكثر من عامين.
إن الحوثيين يزرعون الألغام عمدا في طريق المدنيين في انتهاك صارخ لاتفاقية حظر الألغام، إلى جانب إمعانها في ارتكاب جرائم يندى لها الجبين مما يكشف عن مدى قبح هذه الجماعة الانقلابية التي تزداد جبروتها يوما بعد يوم نتيجة الصمت الدولي المطبق.