الأخبار
لم يكن مفاجئا تصريحات وزارة الصحة في صنعاء، التابعة للحوثيين، والتي أعلنت فيها وفاة 50 ألف طفل سنويا دون عمر 28 يوما نتيجة الأوضاع المعيشية في البلاد وتردي الخدمات الصحية.
هذه التصريحات سبقتها العديد من التقارير المحلية والدولية التي تحدثت عن الوضع المأساوي للأطفال بصفة خاصة وعما يعانيه اليمنيون عامة.
فبعد ما يزيد عن الخمس سنوات من الانقلاب الحوثي الذي زعزع أركان الدولة وأقض مضاجع اليمنيين، هناك 12 مليون طفل بحاجة إلى مساعدات إنسانية منهم 7 ملايين يعانون من سوء التغذية. هذا الرقم الذي يمثل أكثر من ثلث تعداد السكان ينذر بأن حجم الكارثة سيكون كبيرا جدا حيث سيتجاوز هذه الأرقام بأشواط ولن تتمكن أي جهة من السيطرة عليه.
إنهم أطفال اليمن الحزين الذين تهالكت أجسادهم وارتعشت أوصالهم وبرزت عظامهم الواهنة التي بالكاد تكسوها جلودهم. طفل منهم يموت كل 10 دقائق و80% منهم يعيشون حالة تقزم وفقر الدم بسبب سوء التغذية وحالة الأمهات أثناء الحمل اللاتي لا يحصلن على التغذية اللازمة.
هذا الوضع المزري كان نتيجة حتمية لتعطل موارد البلاد الرئيسية خاصة قطاع النفط الذي يمثل 70% من موازنة الدولة، فضلا عن تعطل الموانئ والمطارات والمنافذ البرية وإلحاق أضرار جسيمة بقطاعي الزارعة والصيد البحري. حيث يعتمد ما يقارب 75% من سكان اليمن على الزراعة كمصدر دخل وحيد.
معاناة الأطفال لا تقف عند هذا الحد بل تتجاوزه، إذ أصبح 7.8 مليون طفل غير قادر على الحصول على تعليم. الأمر الذي يعرض الأطفال بصورة أكبر لخطر عمالة الأطفال والتجنيد من قبل الجماعات المسلحة. وقد سجلت الأمم المتحدة 3467 طفلا، والذين لم يتجاوز بعضهم سن العاشرة، ممن تم تجنيدهم واستخدامهم من قبل الجماعات المسلحة على مدى السنوات الخمس الماضية.
إن القوى الانقلابية لم تترك بابا يسبب المعاناة والأرق لليمنيين إلا وطرقته ولعل صناعة الألغام وزراعتها بطريقة عشوائية أهم هذه الأبواب وأخطرها، حيث تسببت الألغام في إصابات مستديمة وخسائر بشرية كبيرة وغير ذلك من الأعمال المهددة للأمن والحياة. لذلك يسعى مشروع مسام إلى تطهير الأراضي اليمنية من هذه الآفة. وقد تمكن من نزع أكثر من 172 ألف لغم وذخيرة غير منفجرة من 8 محافظات يمنية محررة.
وكان الفريق 30 الخاص بجمع القذائف قد نفذ عملية إتلاف وتفجير لـ997 لغم وقذيفة غير منفجرة وعبوة ناسفة في منطقة الكدحة بمديرية المخا، وهي العملية رقم 21 في الساحل الغربي والـ65 من جملة عمليات الإتلاف التي نفذها مسام في اليمن.
مع هذا الكم الهائل من المشاكل، يعيش الطفل اليمني معاناة يومية. ذاك الطفل الذي سرقت طفولته وتلاشت أحلامه قبل أن يلامس طرفها. لذلك يحتاج هؤلاء الأطفال لدعم أممي ليظفروا بالقليل من الاستقرار حتى يتمكنوا من مجابهة ما ينتظرهم مستقبلا.