الأخبار
ريماس حسين مرزوقي طفلة لم تتجاوز ربيعها التاسع، توفيت بعد معاناة مع آلام الإصابة البليغة في رأسها التي تعرضت لها جراء انفجار عبوة ناسفة زرعتها ميليشيات الحوثي في طريق ترابي بين مديريتي التحيتا والخوخة جنوبي الحديدة.
توفيت على مرأى الإطار الطبي الذي وقف عاجزا مكتوفي الأيدي وهو يرى الطفلة تسلم روحها لخالقها. توفيت ريماس ووري جثمانها الثرى الذي احتضن جسمها الغض برقة لم تجدها في قلوب هؤلاء الإنقلابيين.
ذاك القبر كان ملاذها الأخير الذي لجأت إليه هروبا من واقع مأساوي خطته ميليشيات لا تحمل رحمة في فؤادها فاجتثت زهرة من زهور اليمن وأرسلتها إلى حتفها بطريقة بشعة.
توفيت ريماس وذنبها الوحيد أنها ولدت في بلد يدفع البعض من أبنائه العاقين الغالي والرخيص ليبقوا نار الانقلاب موقدة، وآلام الناس مستمرة، في بلد يموت شبابه هدرا ويموت أطفاله غدرا، في بلد دمر حاضره وهدد مستقبله بفخاخ الموت المنصورة في مختلف بقاع اليمن.
الطفلة ريماس هي واحدة من آلاف الأطفال اليمنيين بل من جيل بأكمله يعاني الأمرين بسبب حماقة جماعة باعت بلدها وشعبها بأبخس الأثمان لإرضاء غرورها وتحقيق طموحها في السلطة الذي تعتبره حقا مشروعا.
لقد أصبح الآلاف من الأطفال اليمنيين في قائمة القتلى على أيدي الحوثيين بسبب الألغام فقط وآلاف آخرون فاقدين لأجزاء من أجسادهم الطرية التحقوا بقائمة المعاقين الذين يعجزون عن ممارسة حياتهم بشكل طبيعي كأترابهم على سطح هذا الكوكب نتيجة النزعة الشيطانية التي تملكت قلوب الحوثيين قيادات وأفراد ورغبتهم الجامحة في وأد الحياة في أرض اليمن.
إذ استطاع الحوثي خلال فترة انقلابه أن يتجاوز كل تخيلات المجرمين والإرهابيين بزراعته لآلاف الألغام الأرضية واجتهد في تشكيلها ليتعمد القتل والإيذاء الجسدي، هذا إضافة إلى الألغام البحرية التي تشكل خطراً على الملاحة البحرية وعلى الصيادين.
لكن رغم الخطر الذي تشكله هذه الآفة على الفرد والمجتمع، مازالت بعض الدول تنتجها ومازال الحوثيون يزرعونها أملا في إخضاع اليمنيين لحكمهم وإيقاف تقدم القوات الشرعية وقوات التحالف. هؤلاء الإرهابيون مزقوا اليمن وقتلوا أهله وشردوهم وسمموا أرضه بألغام حقدهم التي حصدت ولازالت تحصد الأرواح البريئة التي لم تكن في يوم جزءا من عمليات عسكرية.
واقع اليمنيين ومعاناتهم مع الألغام، حرك الجانب الإنساني الشقيقة الكبرى فهبت لانتشال شقيقتها من مستنقع الألغام الذي رميت فيه بفعل ميليشيات متمردة. فكان مشروع مسام مبعوثها إلى الأراضي اليمنية ليضطلع بمهمة نزع فخاخ الموت التي غصت بها أرض هذا البلد المسكين، الأمر الذي دفع عاملي مسام إلى بذل الجهد لتخليص اليمن من كارثة الألغام.
وقد تمكن منذ انطلاق عمله ولغاية ال 20من شهر نوفمبر من إزالة 200000 لغم وذخيرة غير منفجرة وعبوة ناسفة. كما نفذ فريق القذائف مؤخرا عملية إتلاف وتفجير لـ1274 لغم وعبوة ناسفة وذخيرة غير منفجرة في مديرية باب المندب بالساحل الغربي. هذه الكمية تم نزعها من عدة مناطق وهي منطقة الكهبوب والحنيشية والمخا والوازعية والخوخة والتي تعتبر جميعها مناطق ملوثة. ويجدر الذكر أن مشروع مسام نفذ، منذ منتصف عام 2018 وحتى اليوم، 91 عملية إتلاف وتفجير منها 39 عملية في قطاع عدن والساحل الغربي.
تواصل ميليشيات الحوثي ارتكاب جرائمها بحق المدنيين دون هوادة ودون أن يرف جفنها أو يرق قلبها لصراخ الأطفال أو لحرقة أم أو لوجع امرأة فقدت زوجها أو أحد أعزائها أو لأنين المصابين الذي يصم الآذان.