الأخبار

ما هو ذنب الأطفال والشيوخ الذين صاروا جلدا على عظم؟ ما هو دورهم في هذه الحرب؟ الإجابة لا تستحق العناء للتوصل إليها، هؤلاء هم الوقود الحقيقيون لهذا الانقلاب الذين ألقي بهم دون شفقة ولا رحمة إلى أتون انقلاب عبثي أشعلتها أطماع جماعة الحوثي في سلطة ليست من حقهم. حتى إذا ما ماتوا أصبحوا أداة دعائية لمهاجمة الطرف الآخر وقلب الطاولة لصالحهم عل المجتمع الدولي يصدقهم ويظفرون بتعاطفه معهم.
الانقلاب في اليمن لم يترك أخضرا ولا يابسا إلا والتهمه. إذ تتعالى أصوات المنظمات الإغاثية والطبية معربة عن خوفها من المساس بالمستشفيات المتبقية التي توفر الخدمات الطبية للمرضى والجرحى. الأمر الذي ينبئ بانهيار كلي للمنظومة الصحية المدمرة أساسا.
وزادت الأزمة الإنسانية في اليمن تفاقما بعد وصول فيروس كورونا إلى البلاد. لتنضاف مأساة جديدة إلى الحصار والمجاعة والفقر والأوبئة التي ما فتئت تفتك بالملايين منهم. حيث تقف المنظومة الصحية عاجزة أمام هذا العدو الجديد بسبب ضعف الجهاز الصحي الذي دمره الانقلاب على امتداد 6 سنوات.
ظروف سيئة ومشاكل متعددة تفاقم من مأساة اليمنيين خاصة في ظل الدمار الذي تعاني منه المنشآت الصحية ووجود أمراض أخرى تفتك بمئات الآلاف من السكان، على غرار “الكوليرا” و”الدفتيريا” و”الملاريا” و”حمى الضنك”، التي رغم توفر الأدوية اللازمة لعلاجها إلا أنها لا تصل إلى المناطق الموبوءة نتيجة الحصار والتضييق التي تمارسه الميليشيات الحوثية. لذلك أصابت هذه الأمراض نحو مليون يمني مما أسفر عن وفاة أربعة آلاف شخص.
لكن ليس هذا فقط ما يؤرق أبناء هذا البلد المسكين، فللألغام نصيب في ذلك خاصة بعد تفنن أيادي الحقد في زراعتها بطريقة عشوائية ودون خرائط يمكن الاسترشاد بها لنزعها وهو ما جعل عملية إزالتها غاية في الصعوبة. لكن رغم العراقيل التي وضعتها الميليشيات ورغم قسوة الطبيعية وبعد المسافات، تمكن مشروع مسام من إيقاف نزيف الأرواح وعرقلة حلم الحوثيين في الإيقاع بالمئات إن لم يكن الآلاف الذين لم يرتكبوا أي ذنب سوى أن هذه الجماعة الدموية مرت من منطقتهم.
إن الوضع في اليمن يتطلب وضع حد لهذا المنزلق الذي آلات إليه الأمور هناك. لذا وجب اتخاذ تدابير عاجلة أهمها عودة العملية السياسية إلى مسارها والسماح بوصول المساعدات الإنسانية إلى مستحقيها ودون عراقيل.