الأخبار
خونة الوطن ثلة من الشياطين يعرفون ما يفعلون. هم للأسف أبناء لهذا الوطن ولدوا وعاشوا على أرض هذا البلد الطيب.. آباؤهم وأجدادهم وكل ما هم امتداد له من هذه الأرض وجد.. فعقوا وطنهم وتنكروا له.
فهم لا يهمهم وطن ولا أرض ولا عرض ولم يلتزموا بأي اتفاق أو هدنة، ما يهمهم مصلحتهم وحسب. هذه حقيقة ميليشيات الحوثي التي عاثت فسادا في اليمن ونسفت أحلام أبنائه طمعا في الوصول إلى السلطة.
يمكن العودة إلى محركات البحث لتشاهد الكم الهائل من الاتفاقات التي لم يلتزم الحوثي ولن يلتزم بها. كل هذا الاستنزاف البشري المميت كرس لخدمة أجندة ومصالح دخيلة على المجتمع اليمني، لذلك للعاقل أن يفهم أن المبادرات السياسية لن تجدي نفعا مع مجتمع الميليشيات الحوثية الذي يعيش داخل الجسد اليمني والمتشبع بالعنصرية.
وقد كشف الوقت كيف استغلت هذه الجماعة مختلف الاتفاقيات لتتغلغل وتحاول فرض سيطرتها. وليس اتفاق السويد سوى مثال بسيط على جرائم هذه الميليشيات حيث أقدمت على تفخيخ مدينة الحديدة غربي اليمن بشبكات أنفاق طويلة ومتعددة ملغومة بطول مئات الأمتار في الشوارع العامة وداخل الأحياء السكنية، في خطوة تؤكد عدم جديتها في الوصول إلى أي حل واستمرارها في انقلابها السافر.
ولم تكتف هذه الجماعة بتلغيم الطرقات العامة، بل قامت بحفر أنفاق أسفل المنازل والمباني السكنية في تهديد صارخ لحياة أبناء المدينة. مع العلم أن استخدام الأنفاق وتلغيمها داخل المدن يعتبر من جرائم الحرب وجريمة ضد الإنسانية وفق القانون الدولي.
بين الوطن الكبير ومصالح فكر طائفي مقيت، فضلت هذه الجماعة اختيار مصلحتها الشخصية لإشباع رغبتها وطموحها في السلطة، لذلك لم تترك باب ألم أو وجع إلا وفتحته في وجه اليمنيين آملة في إخضاعهم لنزواتها.
ولطالما كانت الألغام والعبوات الناسفة وسيلتها الأولى لإرهاب المدنيين وإذاقتهم الويلات وحرمانهم من العودة إلى ديارهم وممارسة حياتهم الطبيعية عدا عن التلاعب بأجسادهم وتجزئتها وسرقة أعمارهم.
هذا ما بينه تقرير حقوقي أطلقته اللجنة الوطنية للتحقيق في ادعاءات انتهاكات حقوق الإنسان في اليمن، حيث أشار إلى مقتل وإصابة 136 مواطنا بسبب الألغام الفردية في عدد من المحافظات خلال الفترة الممتدة من 1 يوليو 2019 ولغاية 21 يوليو 2020. لكن تبقى هذه الأعداد غير دقيقة لأن ما خفي أكثر بكثير.
من المستحيل وفق عقائد الحوثيين الفكرية الوصول إلى صيغة سلام لأن ذلك يعني إلغاء الحق الحصري لهم في نظرية الولاية العنصرية على اليمنيين، مما جعلهم ينشرون بذور حقدهم في جميع أنحاء البلاد. الأمر الذي جعل من تدخل فرق مسام ضروري لإنقاذ أرواح ينهشها الخوف في كل خطوة ويتآكلها الرعب مع صوت كل انفجار. لذلك فهي تعمل وفق خطة الطوارئ لتجنيب الناس عديد المآسي.
إن مشروع مسام يسابق الوقت وفي صراع مع الجغرافيا إذ تواجهه صعوبات جمة منها عدم القدرة للوصول إلى جميع المناطق بسبب استمرار النزاع إضافة إلى الانتشار الواسع للألغام وغياب أي وثيقة يستدل بها على مكانها. لكن رغم ذلك استطاعت فرقه الميدانية نزع 183581 لغم وذخيرة غير منفجرة وعبوة ناسفة منذ انطلاق المشروع ولغاية الرابع من سبتمبر الحالي.
هذا العدد يمثل إنجازا يبعث الأمل ويعيد الحياة لعدة مناطق سكن السكون والصمت جدرانها وخيمت عليها ستائر الحزن.
أرواح أنقذت وأخرى تنتظر طوق نجاة للفرار من بطش علب الموت المتناثرة هنا وهناك. لكن طريق الخلاص مازال طويلا رغم الجهود الجبارة التي يبذلها مشروع مسام والذي دفع ثمنها من أرواح عامليه في سبيل هذا العمل الإنساني.