الأخبار
في تمام الساعة 7:45 من صباح الأربعاء 12-09-2018، كان نازع الألغام ياسر عبدالله عباد حسن من الفريق السابع لمشروع مسام يثابرأثناء عملية ميدانية في شبوة/عسيلان بمحافظة مأرب لنزع فخاخ الموت.
في هذه الأثناء دوى انفجار لغم أرضي.. إنه اللغم الذي أطاح بهذا الابن البار بوطنه الذي هب مع خيوط الشمس الأولى لنزع أسباب الموت وبذر الحياة بما تسلح به من خبرات ومعدات، لكن الألغام الغادرة وطرق زرعها بأسلوب شيطاني لم يمهلا هذا الابن البار فرصة أطول للمثابرة في مشوار المساهمة في إفشال مشروع الإرهاب الساري تحت التراب والمستوطن للصخور والمتربص بالأرواح.
أصيب ياسر عبدالله إصابة بالغة أدت إلى بتر ساقيه، ونقل على إثرها إلى المستشفى، ورغم محاولة الفرق الطبية إسعافه لكنه لم يستجب وتوفي متأثرا بجراحه على الساعة 8:10 أي بعد نصف ساعة فقط من حدوث الانفجار.
ضحية الواجب “ياسر” الذي لبى نداء المشروع السعودي لنزع الألغام في اليمن “مسام” كان يؤدي واجبه الوطني في إنقاذ أرواح الأبرياء من الموت الذي دفنه الانقلابيون في كل شبر من هذه الأراضي.. كان ينزع الألغام بكل بأس وشجاعة ولم يتوقف عن عمله النبيل هذا حتى لفظ أنفاسه الأخيرة.
رحل ياسر عبدالله مخلفا وراءه سجلا مخضبا بالعطاء والمثابرة والإيثار من أجل الآخرين، ووطنه والإنسان، ومن أجل نصرة الحق وإزهاق الباطل، فياسر لم ولن يكن رقما في سجل الحوثي المتعطش لتكديس أعداد ضحاياه وإنما شمعة مضيئة في درب رفاقه في النضال من أجل دحر الألغام، فياسر يمنح اليوم فريق مسام والجهود القائمة على التخلص من كابوس الألغام في اليمن دافعا قويا جديدا للتمسك أكثر فأكثر في هدفها النبيل، فخسارة رفقاء النضال مرة للغاية ووجعها قاس لكنها تنفث في أرواح المخلفين قوة إضافية للصمود والاستمرار.
فليرحم الله المناضل الفذ ياسر عبد الله ويسكنه فسيح جناته ويلهم أهله وذويه ومحبيه الصبر والسلون.