بكل فخر، يحتفل مشروع مسام اليوم مع المجتمع الدولي باليوم الدولى لتعددية الاطراف والدبلوماسية من أجل السلام2025، تحت شعار: “الاتحاد من أجل مستقبل آمن ومستدام”.
يذكرنا هذا الاحتفال السنوي، الذي أقرته الأمم المتحدة، بأهمية بذل الجهود دوليا للتعاون في حل النزاعات، وتعزيز التنمية المستدامة، و السلام.وهى المبادئ التى تعد جوهر مهمة مشروع مسام الإنسانية في مجال مكافحة الألغام
يعد مشروع مسام الذى بدأ فى اليمن منذ عام ٢٠١٨، دليلا على قوة التعاون متعدد الأطراف اثناء الأزمات. يضم المشروع خبراء إزالة الألغام من جنسيات مختلفة، بالاضافة الى الفرق الوطنية، والهيئات المحلية، والشركاء الدوليين والذين يجمعهم هدف مشترك الا وهو الحد من خطر الألغام الأرضية ومخلفات الحرب غير المنفجرة، واستعادة الأمن والكرامة للسكان المتضررين من النزاع الدائر.
من خلال هذا التعاون، نجح مشروع مسام في تطهير مساحات شاسعة من الأراضي الملوثة بالالغام، مما مكّن عائلات عديدة من العودة إلى ديارها، والمزارعين من زراعة حقولهم، والأطفال من السير بامان الى مدارسهم. يقوم منهج المشروع في مجال مكافحة الألغام على الإيمان الراسخ بأنه لا يمكن تحقيق السلام الدائم والتنمية المستدامة قبل ضمان أمن الإنسان، وأن الأمن يبدأ بأرض خالية من تهديد الألغام.
إلى جانب عمليات ازالة الألغام، يلعب مشروع مسام دورًا فاعلًا في التأييد وزيادة الوعى، سواءً داخل اليمن أو على الصعيد الدولي. ويعمل مشروع مسام داخل البلاد بشكل وثيق مع قادة المجتمع والمدارس والسلطات المحلية لزيادة التوعية بالمخاطر، وتعزيز مساعدة الضحايا، ونشر ثقافة السلامة و الصمود في المناطق المتضررة.
على الصعيد الدولي، يُسهم مشروع مسام في الحوار العالمي حول مكافحة الألغام من خلال المشاركة في المؤتمرات الإنسانية والمنتديات الدبلوماسية – بما في ذلك الفعاليات الجانبية التى تعقد في الأمم المتحدة وعلى منصات تنسيق عمليات مكافحة الألغام الإقليمية – حيث يُشارك برؤى خاصة بالعمليات ويُسلط الضوء على التحديات الضخمة التي تواجه اليمن. ومن خلال التواصل الإعلامي والتعاون البحثي والاتصالات الاستراتيجية، يوصل المشروع أيضًا أصوات المجتمعات المتضررة من الألغام، داعيًا إلى دعم دولي مستدام.
وعلق الاستاذ/ أسامة القصيبي، المدير العام لمشروع مسام قائلا: “مشروع مسام مثال حي على كيفية ممارسة تعددية الاطراف عمليا”. وأضاف: “تتكون فرقنا من خبراء من دول مختلفة، يعملون جنبًا إلى جنب مع المجتمعات المحلية في اليمن لمواجهة أحد أكثر التهديدات الإنسانية إلحاحًا في العالم. بالعمل سويا نحن لا نُزيل الألغام الأرضية فحسب، بل نُعيد الأمل والكرامة ونخلق الفرص حيث تشتد الحاجة إليهام.
يُعدّ شعار هذا العام – “الاتحاد من أجل مستقبل آمن ومستدام” – هام للغاية في ضوء الاتجاهات العالمية الراهنة. ففي جميع أنحاء العالم، تتعرض العمليات الإنسانية لضغوط متزايدة بسبب نقص التمويل، وعدم الاستقرار السياسي، وتزايد الأزمات.
حيث تم تقليص او اغلاق عدد كبير من المشاريع الإنسانية، مما يُعرّض ملايين الأشخاص الذين يواجهون مخاطر بالفعل لخطر أكبر – بما في ذلك اليمن، حيث تم تقليص غالبية المشاريع الدولية. وفي ضوء ذلك،عززت المملكة العربية السعودية، من خلال منظمتها الشاملة مركز الملك سلمان للإغاثة والأعمال الإنسانية، وذراعها الإنساني لإزالة الألغام مشروع “مسام”، دعمها للعمل الإنساني المُنقذ للحياة في اليمن، وأكدت التزامها بالتعاون متعدد الأطراف كسبيلٍ للسلام والاستقرار والتعافي المُستدام.
وأضاف القصيبي قائلا: “تعددية الأطراف ليست مجرد مبدأ، بل هي ضرورة. في عالم يواجه احتياجات إنسانية متزايدة وموارد متناقصة، تتزايد مسؤوليتنا الجماعية أكثر من أي وقت مضى. ويمثل مشروع مسام دليلاً على أنه عندما تتعاون الدول والمؤسسات والمجتمعات معًا، يمكن التغلب على أخطر آثار الصراع. يجب ألا ندع العقبات التى تواجه التمويل تعيق التقدم نحو السلام والتعافي والقدرة على الصمود.”
في ظل هذه الأوضاع الصعبة، يؤكد مشروع مسام مجددًا على الحاجة إلى دعم دولي قوي وإرادة سياسية جماعية لدعم العمل المنقذ للحياة في المناطق المتضررة من الصراع مثل اليمن. فعلى المجتمع الدولي مواصلة الاستثمار في الإجراءات الإنسانية المتعلقة بمكافحة الألغام – ليس فقط كضرورة تقنية، بل كأساس لاقامة السلام والتعافي والقدرة على الصمود.
بينما يتناول العالم دور الدبلوماسية والعمل متعدد الأطراف في تعزيز السلام، يحث مشروع مسام الجهات الدولية المعنية على عدم التراجع عن التزامها تجاه الدول التي تعانى من أزمات. إن الطريق إلى مستقبل آمن ومستدام لا يتطلب الحوار والاتفاق فحسب، بل يتطلب أيضًا عملاً ميدانيًا عمليًا يُنقذ الأرواح – الا وهو إزالة مخلفات الحرب، لغمًا تلو الآخر.