الأخبار

محاصرون بين ألوان من العذابات والموت، يعيش اليمنيون أوقات صعبة للغاية، فقذائف الجو تحملهم على الفرار وترك الديار والهروب نحو أماكن يلتمسون فيها شيئا من الأمن. والهروب نفسه غالبا ما يكون مصيدة قاتلة، فما تخطئه قذائف الهاون والقصف العشوائي، تتكفل به الألغام المزروعة في دروب الفارين من الموت المحلق، ليقعوا في شراك الموت المدفون المنفجر.
مأساة عاشها الحاج عبدالله محمد زبيري، خمسيني العمر، الذي لم يكن ليفارق مسقط رأسه حيث تربى وعاش في مدينة البريهي لولا الانقلاب الذي أجبره ومئات العوائل على ترك الديار خشية تعرضهم لقذائف الهاون وانفجارات الألغام على حين غرة.
وقد حط الرحال بالحاج عبدالله محمد زبيري ومثله من النازحين في المقام بمنطقة الشجيرة. والشجيرة لا شيء فيها مغري للإقامة فيها سوى أنها لم يصلها خطر الموت المقذوف من الجو. هناك وجد الفارون ما كانوا يسعون إليه من الأمان المنشود، أو خيل لهم ذلك، حتى وقعت الفاجعة.
وهنا يروي الحاج عبدالله قصة هروبه وعدد من جيرانه، حيث يقول “لم يكن لدينا خيار آخر عندما استهدفت الميليشيات منازلنا بالقذائف، فهرعنا إلى الفرار والنزوح الى منطقة الشجيرة”.
ثم يتابع حديثه “كنا في حالة رعب وقلق شديدين، لم نتوقع أننا ننجو من هول ما حصل، فقد تمكنا من الخروج من منازلنا تاركين كل شيء هاربين الى الشجيرة، وعندما وصلنا كانت الفاجعة”.
يصمت الحاج عبدالله قليلا، كأنه يسترجع ملامح المأساة التي عاشها، مستجمعا قواه للحديث عنها، ثم يواصل قائلا “بعد وصولنا قابلنا شخصان سألناهم عن الطريق قالو أنها آمنه كان الباص مكتظا بالركاب وأغلبهم من جيراننا الذين فروا من جحيم الحرب، وعند عبورنا من الطريق انفجر بنا لغم وانقلب الباص رأسا على عقب، وقد أسفر ذلك الانفجار عن وفاة امرأتين فيما أصيب الاخرين بجروح متفاوتة”.
يتحدث الحاج عبدالله محمد زبيري عن وضعه قبل الحرب وكيف تسببت بتعطيل حياته عموما ومثله الكثيرين من اليمنيين، لكنه يأمل في أن يحل السلام المنشود، وفي عبارات نفس كبير من التفاؤل حيال المساحات الآمنة اليوم بفضل ما تبذله مسام من جهود لتطهير الأراضي اليمنية من فخاخ الموت.