ماذا يعني وجود مسام في اليمن بالنسبة لليمنيين؟، وماذا يعني مجرد تفكير اليمنيين في سيناريو رحيل هذه الفرق الإنسانية عنهم؟.
أحبار غزيرة أسيلت في البحث في جرائم الألغام وفعلها الشنيع بالحرث والنسل في اليمن، لكن طرق باب هذين التساؤلين، قد يلخصان عند الكثيرين الإطناب في الحديث عن فخاخ الموت المتفجر وجرمها المشهود ومقدار رهبة اليمنيين من هذا الوحش الكاسر.
فبلهفة الأطفال وشغفهم بالطفولة والحياة، ينتظر اليمنيون حلول فرق مسام بينهم، فيكفي أن ترقب تقاسيم وجوهههم وهو يصافحون منجزات هذه الفرق على الميدان ويستعيدون أراضيهم ومراعيهم وبيوتهم التي هجروا عنوة عنها بسبب علب الموت، حتى تعلم مقدار تعلق هؤلاء الناس الأبرياء بوجود فرق مسام بينهم وبالاحتماء بجهود هذه الفرق الإنسانية لسلك دروب الحياة الوعرة بعيدا عن الترهيب والرعب والألم والعجز.
لهفة اليمنيين لتواجد فرق مسام بينهم واستمرار جهوده في ربوع بلادهم المحررة هو في حقيقة الأمر ترجمه لإيمان هؤلاء الناس بما تبذله أسرة مسام من جهود جليلة في سبيل إنقاذهم من جائحة الألغام، وهو أيضا إعلان مبطن للاستعداد للتعاون مع هذه الفرق والمساهمة في إنجاح مهامها الجليلة على الأرض، ووعي كبير بأن مسام قيادة وأعضاء، هم سفراء أمان وسلام يخوض غمار حرب إنسانية ضد الألغام ولا يهدفون إلا لنزع علب الموت وبذر دروب الحياة في اليمن بالأمان والأمل في غد أفضل.
كل هذه الفضائل وما قدم ومازال من تضحيات من قبل هذه الفرق في سبيل خير الناس في اليمن، لا يواجهه اليمنيون إلا بتقدير كبير واحترام أكبر لهؤلاء العصبة من الناس الذين تجمعوا في أرض اليمن المنكوبة بالألغام لدحر أكبر التحديات التي يواجها هذا البلد الشقيق والتي تهدد الناس في قوتهم وأرواحهم وتحاصر واقعهم وتطبق الخناق على مستقبلهم. وهذا يمنح اليمنيون يقينا بأن وجود فرق مسام واستمرارهم في عمليات نزع واتلاف الألغام يجعلهم كل يوم يقتربون أكثر فأكثر من الحلم المنشود ” يمن بلا ألغام”.
أما فرضية رحيل فرق مسام عن اليمنيين، فهي تمثل لهم كابوسا حقيقيا، يغمض هؤلاء الأبرياء العزل أعينهم عنها ويصمون آذانهم عن أي صوت داخلي ممكن أن يحدثهم لوهلة عن هذا السيناريو المفزع، لأن ذلك يعني بقائهم لوحدهم بصدور عارية، قاب قوسين أو أدنى من ألغام مازال تستوطن مساحات شتى في بلادهم، وهم في أمس الحاجة أن يهلكها مسام في مهدها حتى لا تكتب نهايات مأساوية لأناس أبرياء من أبناء جلدتهم في بلدهم المنكوب بالألغام.
وهنا يتحد رجاء و دعاء أهل اليمنيين من المدنيين الأبرياء الذين لا حول ولا قوة لاهم أمام مارد الألغام الغادر، أن تظل فرق مسام نشطة معطاءة وأن توفق في كل خطواتها وعملياتهم وأن يستمر بذلها حتى تعود اليمن محررة من سجن الألغام، وهو تماما ما وعد به مسام أهل اليمن مربطا على قلوبهم وسواعدهم كي ينطلقوا في الحياة دون ريب أو خوف مدام هناك إخوان لهم من أصحاب الهمم العالية والقلوب الرحيمة يدعو منهم بسخاء و يحرصون حرصا كبيرا على سلامتهم، فمملكة الخير لم تقطع على نفسها يوما عهدا إلا وأوفته نصابه كاملا ، واستجابتها لنداءات الإنسانية في اليمن غيض من فيض عطائها الجزيل للإنسانية، لأن عقيدتها ومبادئها يملون عليها الإيمان بهذه القضايا الإنسانية الملحة حد النخاع.. فلتقر عين أهل اليمن بوجود مسام بينهم وبحرصه على التضحية من أجلهم حتى يتحقق الوعد المقطوع وتعود اليمن خالية من الألغام.