الأخبار

كيف مرت هذه الأعوام على اليمن؟ كيف تدهور الوضع إلى هذا الحد حيث شهد انفجارا في عدد الجوعى والنازحين والقتلى والجرحى؟ كيف ساهم هذا الانقلاب السافر على الشرعية وعلى أحلام اليمنيين في تحطيم كل المساعي الرامية إلى تهدئة الأوضاع والعودة إلى طاولة الحوار الرصين الذي يأخذ بعين الإعتبار مصلحة الشعب والوطن لا مصلحة فئة بعينها؟.
أينما أمعنتم النظر لاح لك الوضع الكارثي الذي خلفه الانقلاب الحوثي عاما بعد عام. فقد انهارت البنى التحتية وقلت فرص العمل بمرور الوقت عدا عن معاناة الناس لتأمين غذائهم.
يمكن رؤية الحالة الرثة لأطفال اليمن المصابين بسوء التغذية، حيث أجسادهم المتهالكة وعظامهم الواهنة البارزة التي تكسوها جلودهم المزركشة بعروقهم.
أطفال اليمن يعانون المر ويدفعون براءتهم ثمنا غاليا لما ترتكبه القوى الظلامية من جرائم ومجازر إنسانية في حقهم وحق أهاليهم.
هذه الجماعة المسلحة يسعون في الأرض فسادا، إذ خضبوها بلون الدم القاني ونشروا رائحة الموت أينما حلوا ليحولوا الأراضي اليمنية إلى مقابر جماعية متراصة وصحرائها القاحلة إلى مكان ترفع فيه رايات الموت نتيجة اكتظاظها بالألغام والعبوات الناسفة.
ومنذ أن صعدت الميليشيات الحوثية من حدة هجوماتها قبل أكثر من أربع سنوات، صار اليمنيون يجدون صعوبة متزايدة في الحصول على الرعاية الصحية. فقد أصبح السيناريو المحتمل الأكثر هو أن أقرب مركز صحي قد دمر وفي حال كان يعمل فإنه يقدم الخدمات البسيطة إما بسبب عدم توفر التجهيزات الطبية والأدوية أو لغياب الإطار الطبي.
إضافة إلى هذه الاحتياجات الأساسية فإننا نلاحظ تزايدا في تفشي الأمراض والأوبئة. وما زاد الطين بلة “وباء كورونا” الذي يشكل خطراً حقيقيا في حال انتشاره في اليمن في ظل تداعي النظام الصحي وانهيار البنية التحتية في قطاع المياه والصرف الصحي وكذلك انعدام الأمن الغذائي.
يمكن من خلال ما سبق ذكره أن نفهم مدى الصعوبة التي يواجهها الناس للحفاظ على حياتهم والتطلع إلى المستقبل بعين حالمة بحثا عن حل لهذه الأزمة. لكن رغم هذه المصاعب، مازال اليمنيون لديهم قدرة على الصمود.
وللتخفيف من معاناة هذا الشعب الأبي وإقرارا بالحاجة الملحة لحمايته، فهي حق أساسي من حقوق هؤلاء الناس، تعمل فرق مسام بكل طاقاتها للتخلص من الألغام والقذائف الكامنة تحت أديم الأرض. حيث تمكنت فرق المشروع منذ بداية شهر أبريل ولغاية ال 23 منه من إزالة 5888 لغم وذخيرة غير منفجرة وعبوة ناسفة منها 671 خلال الأسبوع الثالث من ذات الشهر والتي توزعت كالتالي: 435 ذخيرة غير منفجرة و16 عبوة ناسفة و175 لغم مضاد للدبابات و45 لغم مضاد للأفراد. الأمر الذي جعل إجمالي ما تم نزعه منذ انطلاق المشروع ولغاية 23 من الشهر الجاري يرتفع إلى 161909.
لقد دمر الانقلاب الحوثي اليمن على جميع الأصعدة وبقي الشعب يعاني بسبب عنجهية هذه الميليشيات التي مازالت تسعى إلى الإجهاز على ما تبقى من هذا البلد التعيس دون أن يرف لها جفن فقط في سبيل تحقيق أجندة لا تمت لليمنيين بأي صلة.