الأخبار
تواصل نقمة الألغام في إسالة دماء الأبرياء في الربوع اليمنية دون رحمة، لتواصل مسلسل تنغيصها لحياة الأبرياء من الناس الذين تباغتهم على حين غرة لتخطف أحلامهم وتقلب واقعهم كساعة رملية وتلقي بهم اما في زوايا العجز أو في خانة الهالكين بسببها.
فالجرم المشهود، قصة سطرت فصولها الألغام الغادرة في اليمن مع ضحايا كثر وقع في براثمها، وكان أحد ضحاياها مؤخرا مواطن نازح في أحد طرق منطقة الكدح في مديرية الخوخة، بمحافظة الحديدة.
وقد بين مصدر طبي في مستشفى الخوخة، أن الانفجار أدى إلى إصابة المواطن خالد محمد إسماعيل، بجروح خطيرة في قدمه، ومناطق متفرقة من جسده، مشيرا إلى نقله لمستشفى الخوخة لتلقي العلاج.
وأمام هذه الفواجع المدمية للقلوب، يواصل مهندسو القوات المشتركة بذل جهودهم لنزع أكبر عدد من الألغام لإنقاذ أرواح الأبرياء من هذه المصائد القاتلة المتفجرة، فعلى مدار الأيام الأربعين الماضية، واصل مهندسو القوات المشتركة، تعقب أدوات الموت في مناطق الساحل الغربي من خلال مسح الطرقات والمنازل والمزارع.
ففي مديرية الدريهمي جنوب محافظة الحديدة، هناك ألغام فردية، تجرمها القوانين الإنسانية الدولية، موهها زارعوها بعلب تونة كدواسة صاعق لتلك الألغام، ومتفجرات “سي فور” على شكل قطع خشبية، كشفها مهندسو “المشتركة”، وقاموا بتفكيكها.
وفي قرية غليفقة في ذات المديرية، فجّرت الفرق الهندسية برفقة دورة للواء السابع دفعة من الألغام، تقدر بـ1200 لغم وعبوة ناسفة من مخلفات ما زرعته المليشيات الحوثية في مناطق مختلفة من الحديدة، ويعد هذا التفجير الثامن من نوعه، غير تفكيك ونزع رأسي صاروخين وزنة كل واحد منهما 750 كيلوغراما، في المثلث الرابط بين القرية والصيد والمملاح.
وفي الدريهمي كذلك، شرق منطقة القضبة، مسحت وطهرت فرقة هندسية مساحات واسعة من 8 ألغام خلال يومين من العمل بمساعدة الأهالي الذين كانت لهم مساهمة في إرشاد الفرقة على مكان أحد الألغام.
كما أسفرت عملية مسح إضافية، عن كشف ونزع عشرة ألغام في الحمراء بالدريهمي من أجل تأمين تحركات الأهالي دون مخاطر. وفي جنوب منطقة الطائف جوار منازل المواطنين، نفذ المهندسون مسحا أدى لنزع لغمين اثنين ونزع خمسة أخرى بعد تفكيكها شمال مطاحن البحر الأحمر، على تخوم مدينة الحديدة.
وتشكل الألغام خطراً كبيراً على المستقبل، وتهدّد بإخلاء قرى ومدن من سكانها، ما يهدد بتوسيع نفوذ المليشيات الانقلابية بشكل كبير على الأرض.
والمتضرر الأول من الألغام هم المدنيون، حيث تعمد الحوثيون زراعة الألغام في الطرق والمزارع والمناطق السكنية وكل ما هو مرتبط بحياة المدنيين في مسكنهم ومعيشتهم، وبات من الصعب إيجاد استقرار أو تنمية بسبب الألغام المنتشرة بكثافة في البر والبحر.
وقد زرع الحوثيون هذه الألغام بكثافة في مديريات الساحل الغربي ومحافظة الجوف والبيضاء وكذلك مديرية البقع بمحافظة صعدة، وسط تهديد كبير للألغام للملاحة الدولية في البحر الأحمر.