سرقة الأحلام من أصعب المرارات التي يمر بها أي شخص على وجه الأرض.. وتعتبر مرارة الفقد والضياع الذي يعقب هذه الخسارة التي لا تعوض.. ألم مبرح للغاية، والقدرة على احتماله في غاية الصعوبة، فما بالك إذا كان هذا التحمل موضوع على عاتق طفل مجبرعلى هذا الألم والتعايش معه، بالإضافة للآلام جسدية عدة تعجز على حملها الجبال.
باختصار هذه قصة أحلام جعيدي ذات الـ16 عاماً، تروي قصة وجعها بصوت مكسور ذابل، تتحدث عن جراحاتها التي حلت بجسدها العليل بعد مصابها المفزّع، هي وأسرتها بسبب انفجار صاعق بيدها أثناء عودتها من المزرعة في عزلة بني فايد بمديرية ميدي شمال محافظة حجة.
تقول في تصريح خاص لمكتب مسام الإعلامي: “في 2019 خرجت من المزرعة بالأغنام متجهة للمنزل، شاهدت جسما غريباً لم أعرفه، تملكني الفضول نحوه فمسكته وإذا به ينفجر بين يدي.. بتر يدي اليمنى ورجلي لاتزال فيها صفائح من الحديد وقد تمكنت بعض الشظايا من صدري، حيث أجريت عمليات عدة لنزع الشظايا، عمليتين لرجلي وثلاث عمليات على مستوى البطن.. لقد أصبت بصدمة نفسية من هول الفاجعة وأثر ذلك على حياتي بشكل كبير وكابدت المرارة.. لقد تغيرت حياتي للأبد”.
أحلام ضائعة
أحلام، وغيرها العشرات من الضحايا في المنطقة أصبحوا شهوداً على الجرائم، التي أقدمت عليها ميليشيا الحوثي من خلال زرع حقول من الألغام والمتفجرات في طرقات الناس وأماكن عيشهم لاستهداف الإنسان، والحيوان، ممادفع السكان للتوقف عن القيام بأعمالهم وأنشطتهم اليومية في مختلف المجالات لإنتشارها عشوائيا في مناطقهم المحاصرة.
واقع في غاية العسر، لا يمكن التعايش معه ولا تجنب تبعاته الخطيرة إلا إذا تم التحرك لتغييره، والتغيير يبقى مرتبطاً بإسم يدرك كل يمني اليوم، أنه الحل الوحيد لأزمتهم مع الألغام.. إنه “مسام”، الذي يتوق أهل ميدي والكثير من اليمنين المبتلين بالألغام أن يصلهم مدد هذا المشروع الإنساني ،حتى يكتب لهم الخلاص من كارثة الألغام.