على قدر ما ارتكبته الألغام من جرائم بشعة بحق الأبرياء من ضحاياها، فإنها أيضاً لم تدخر جهداً في ترعيب الناس وإجبارهم على الدخول القصري في دوامات من النزوح ولتيه والعذابات المتتابعة بسبب ترك ديارهم ومصادر رزقهم وهربهم من الموت الملغوم الذي أرعب حياتهم وجعلها مسكونة بقلق مجنون.
فاطمة وعائلتها واحدة من آلاف الأسر النازحة من مدينة حرض، حيث انتهى بها المطاف في عزلة بني فايد بمديرية ميدي شمال محافظة حجة، رفقة شقيقتها “عذابة فايد” قبل أن يخطف حياتها الموت في حادثة شنيعة ،على يد لغم أرضي أثناء إحتطابها في المزرعة القريبة من منزلها.
وفي هذا السياق، تتحدث فاطمة المفجوعة لفراق أختها في تصريح خاص لمسام: “كنا في حرض ونزحنا إلى هذه المنطقة هروباً من الحرب، كما نزح بعض أفراد أسرتي إلى عبس وبقيت شقيقتي عندي وخرجت للإحتطاب من المزارع ، حيث فتك بها لغم ومزق جسدها أشلاء، وأصبح الرعب يسكننا وصرنا نخاف حتى الخروج لأي مكان ، حيث نخشى على أطفالنا خاصة من الألغام المنتشرة في مناطقنا”.
وعلى هذا الإيقاع، تعيش فاطمة في قلق ورعب خوفاً على أطفالها، حيث تخشى أن تفقدهم غدرا على يد الألغام، كما فقدت شقيقتها “عذابه”، التى خلف رحيلها وجعا لا يسكن في قلب فاطمة وجرحا لا يشفيه أي دواء، وقلقا وخوفا لا يعرف الفتور.
