الأخبار
الحوثي نبتة ضارة لا يمكن لها أن تعيش في اليمن بسبب انسلاخها عن جلدها القبلي وتحولها إلى عصابة إرهابية تتلاعب بأمن دولة وسلامة أهله. فمشروع الحوثيين الانقلابي ما كان له أن يبقى هذه الفترة لولا تحالفه مع قوى قادرة على تقوية شوكته ومده بالوسائل اللازمة لتخريب مقومات الدولة.
ما أحدثه الحوثيون في اليمن لا يمكن للعقل البشري استيعابه نظرا لبشاعة الصورة هناك وقتامتها. فشره السلطة هذا لم يوفر جهدا لإلحاق الضرر بالأرض والبشر، وقد عمل خلال السنوات الماضية على تدمير مكتسبات هذا الشعب الذي تعب كثيرا للحصول عليها. لقد رسمت هذه الجماعة على الجدران اليمنية بدماء الآلاف من أبنائها وعزفت لحن الألم بصراخهم المدوي الذي اخترق عنان السماء.
إذ يعيش الملايين من اليمنيين في خطر محدق مع كل خطوة يخطونها نتيجة زراعة الميليشيات الانقلابية لأعداد هائلة من الألغام، حتى باتوا يعيشون تقريبا وسط غابات كاملة من الألغام، فحسب المشروع السعودي لمكافحة زرع الألغام (مسام) فإن معدلات زراعتها في اليمن هي الأكثر كثافة بين دول العالم منذ نهاية الحرب العالمية الثانية في 1945.
ولاتزال هذه الفئة المارقة مواصلة في نهجها الدموي بل وتحاول في كل مرة مفاجأة المواطنين بأسلوب جديد وتبحث دائما عن نمط يكون أكثر خطورة وبطشا، فهي تواظب على دفن شياطينها في أديم الأراضي اليمنية لتظل بعدها تلاحق الأنفاس وتحصد الأرواح وتبتر أطراف الأبرياء.
وكانت منظمة هيومن رايتس ووتش قد أصدرت تقريرا تؤكد فيه على أن الحوثيين زرعوا ألغاما بحرية هددت السفن التجارية وسفن المساعدات مشيرة إلى تباهي وسائل الإعلام الحوثية بالخسائر الناتجة عن انفجار الألغام.
كما رصدت المنظمة أدلة على أنه علاوة على زرع الميليشيات للألغام الأرضية قامت بزرع ألغام مضادة للمركبات في المناطق المدنية وألغام مضادة للمركبات معدلة لتنفجر من وزن شخص.
وقد قامت ميليشيات الحوثي خلال الأيام الفارطة بزراعة عشرات الحقول من الألغام الأرضية والعبوات الناسفة جنوب مدينة حيس.
وشملت هذه العملية خطوط المواطنين في القرى والمزارع والطرق الفرعية منها قرى منطقة عرفان وظمي وخط سقم وطرقات الدراجات النارية المتجهة إلى مدينة حيس والخطوط الفرعية المتجهة إلى مدينة الخوخة.
هذه العربدة حولت اليمن إلى قنبلة موقوتة قابلة للانفجار في أي لحظة، خاصة بعد تدهور الوضع وانزلاقه نحو الهاوية، الأمر الذي جعل المشروع السعودي مسام يعمل بصفة متواصلة لإزالة هذه الغمة عن الشعب اليمني ويجند خبرات أجنبية ومحلية خدمة للهدف المنشود ألا وهو تطهير اليمن من الألغام وتأمين حياة الناس.
لذلك نفذت الفرق الهندسية التابعة للمشروع جملة من العمليات الهادفة للتخلص من الألغام لعل آخرها عملية إتلاف وتفجير لـ620 لغم وعبوة ناسفة وقذيفة غير منفجرة في العاصمة المؤقتة عدن.
وتعتبر هذه العملية التي تم تنفيذها في مديرية البريقة بعدن الخامسة، ليصل بذلك إجمالي ما تم إتلافه من ألغام وعبوات ناسفة وقذائف غير منفجرة في الساحل الغربي إلى 37075.
وشمل التفجير الذي نفذته فرق مسام الهندسية 420 قذيفة متنوعة و120 عبوة ناسفة و30 لغما مضادا للدروع إضافة إلى 50 قنبلة يدوية.
ويواصل مشروع مسام مهمته الإنسانية في اليمن للعام الثاني على التوالي في 5 محافظات غير مبال بالأضرار التي قد تلحق بموظفيه والعاملين به المتمسكين بدورهم برسالتهم النبيلة.
وقد تمكنت فرقه الهندسية منذ انطلاق المشروع وحتى 4 أكتوبر من العام الحالي من نزع 94167 لغم وعبوة ناسفة وذخيرة غير منفجرة، لكن هذه الجهود يجب أن تلاقي دعما دوليا لتخليص هذا البلد المنكوب من هذا الخطر الذي أحال الآلاف من أبنائه إم إلى المقابر أو إلى كراسي متحركة يموتون فيها مئات المرات في اليوم.