الأخبار
توسعت دائرة الحرب والصراع في عدد من المناطق اليمنية على مدار السنوات الخمس الماضية، مما خلف دمارا لا يمكن حصرها أو حتى التعبير عن حجمه في أسطر معدودات.
فمنذ انقلاب الحوثي على السلطة عام 2014، تعطلت جميع الخدمات الاجتماعية الأساسية، و تشردت آلاف الأسر اليمنية، وانهار القطاع الصحي وعادت الأوبئة والأمراض المعدية للبروز على الساحة من جديد خصوصا في المناطق التي تسيطر عليها هذه الجماعة الانقلابية.
لقد تسبب هؤلاء المتمردون في انهيار الاقتصاد وبلوغه حالة كارثية، إذ صارت بعض المناطق تعيش على شفا مجاعة نظرا لتعطيل وصول المساعدات الإنسانية والإمدادات الغذائية من قبل هؤلاء المارقين وتقييد حركة العاملين الإنسانيين واستهدافهم بالقتل في حركة إجرامية بشعة ما أدى إلى انسحابهم من عدة مناطق. ولم تكتف هذه الجماعة بذلك بل قامت بتحويل المساعدات الإنسانية لصالح مقاتليها.
لقد أوقعت هذه الحرب آلاف القتلى والجرحى فيما يزال أكثر من 3.3 ملايين نازح مبعدين عن منازلهم، في حين يحتاج 24.1 مليون شخص، أي أكثر من ثلثي السكان، للمساعدة وذلك حسب ما صرحت به الأمم المتحدة التي وصفت الأزمة الإنسانية اليمنية بأنها الأسوأ في العالم حاليا، دون أن ننسى دمار وتضرر عدد من المستشفيات الأمر الذي جعل هذا البلد يواجه الأوبئة والأمراض بأيادي مكبلة، فقد أصيب بالكوليرا في اليمن منذ 2016 وإلى اليوم حوالي مليونين و500 ألف شخص سجل خلالها وفاة حوالي 3500 شخص. وقد اعتبر الطبيب المختص في الكوليرا الدكتور إسماعيل المنصوري هذا الوباء وباء مستوطن في اليمن مبديا تخوفه من عودته خلال فصل الصيف بشكل أكبر من الفترة السابقة.
والكوليرا ليس التهديد الوحيد الذي يواجه اليمنيين، فمع انتشار وباء كورونا في دول عديدة حول العالم، أصبحت المخاوف كبيرة من إمكانية تفشيه في اليمن الذي يعاني فيه القطاع الصحي من التدهور.
وقد أعرب الدكتور خالد المؤيد، مدير عام الترصد الوبائي في وزارة الصحة اليمنية، عن قلقه مؤكدا أن اليمن غير قادر على مواجهة هذا الفيروس المستجد في حال انتشاره وذلك بسبب نقص المعدات الطبية وما يعانيه الشعب اليمني من حصار وسوء تغذية.
من جهة أخرى، ترتكب ميليشيات الحوثي جرائم حرب وانتهاكات جسيمة لحقوق الإنسان، حيث تواصل استهداف المدنيين العزل في أعمال ترقى إلى جرائم حرب، علاوة على شنها لهجمات عشوائية عليهم حيث استخدمت خلالها أسلحة تخلف آثارا تدميرية واسعة النطاق كالصواريخ والمدفعية ومدافع الهاون وجهت أفواهها كلها عمدا إلى المواطنين الأبرياء والمنشآت المدنية وأدت إلى قتلهم وإصابتهم.
وقد استعملت جماعة الحوثي هذه الأسلحة عشوائيا في المناطق المأهولة بالسكان على غرار تعز وعدن والحديدة الأمر الذي أدى إلى سقوط أعداد كبيرة من المدنيين ضحية للقصف إضافة إلى تدمير منازلهم. هذا وقصفت الميليشيات الرعناء النازحين في الحديدة أثناء فرارهم في تصرف ينم على مدى تعطشها للدم.
لا أحد يمكن أن ينكر مدى قبح جماعة الحوثي الانقلابية وحجم المآسي والمعاناة التي سببتها للشعب اليمني، الذي صار الخطر يحاوطه من كل اتجاه ليزداد بلاءه بظهور وباء كورونا في العالم وهو غير قادر على مجابهته في ظل تردي الأوضاع خاصة الطبية منها.