الأخبار
يوميا تتضاعف خسائر اليمنيين الذين يدفعون فاتورة باهظة من أعضائهم وحياتهم وأرزاقهم. فالحوثيون لغموا البر والبحر على حد السواء ليحرموا المزارعين والصيادين من ممارسة أعمالهم وليؤرقوا مضاجع المدنيين الذين بات كل واحد منهم يخاف أن يخونه الحظ فيقع فريسة للألغام.
واستمرارا لمسلسل الانتهاكات الحوثية بحق الشعب اليمني، تتفنن الميليشيات في زرع الألغام بطرق عدة لخداع اليمنيين، وآخرها لجوءها لوضع الألغام داخل العلب الغذائية وأكياس الأرز والسكر لتصل إلى منازل المواطنين الرافضين لممارساتها الإرهابية في خطوة انتقامية.
لكن ثمة ما لا يقل خطورة، فقد عمدت الفئة الانقلابية إلى تحويل الألغام المضادة للآليات ذات المتفجرات الثقيلة والمدى التفجيري الكبير إلى ألغام مضادة للأفراد.
ومنح الدعم الإيراني ميليشيا الحوثي القدرة على تصنيع أشكال مختلفة محلية الصنع لمجسمات تتماهى مع الطبيعة لتشكل خطرا بالغا على حياة المدنيين.
وكشفت وقائع ميدانية لفرق نزع الألغام أن بين لغم مزروع وآخر لا توجد إلا مسافة هامشية تتراوح بين 20 و30 سنتمترا.
هذه الألغام المتراصة حولت المناطق السكنية والطرقات إلى حقول ألغام مفتوحة تنهش من يقترب منها، مما يجعل الصورة واضحة أمام الناظر للمشهد، فالهدف من زراعتها ليس عسكريا فحسب بل هو استهداف صارخ للمدنيين اليمنيين، فعندما تزرع هذه الآفة في المنازل والمدارس والجامعات يكون الهدف هو الشعب والبني التحتية مما أدى إلى تفريغ القرى من أهلها وتشريدهم.
ولاتزال هذه الميليشيات ماضية في توسعها في زراعة الألغام إذ لم تترك محافظة إلا ووضعت بصمتها القاتلة خاصة في المواقع التي يخسرونها بهدف إعاقة قوات الشرعية من التقدم وكذلك لإطاحة أكبر عدد ممكن من الضحايا حتى ترفع من معنوياتها.
وتسببت ميليشيات الحوثي في حربها العبثية على اليمنيين في الكثير من المآسي التي يصعب حصرها بسبب تشعبها وتعددها حتى صار تحديد أكثرها بشاعة ضربا من المستحيل.
وفي خضم هذه الفوضى التي خلقتها جماعة الحوثي، يعمل مشروع مسام على إعادة ترتيب البيت اليمني من خلال نزع الألغام المطمورة، سعيا لإعادة الأمل لليمنيين حيث تمكنت الفرق الهندسية التابعة للمشروع من إزالة 70539 تنوعت بين ألغام وذخائر غير منفجرة وعبوات ناسفة. وهذا الرقم في زيادة مستمرة بفضل جهود الدؤوبة لفرق المشروع.
رغم المخاطر التي تحف عمل الفرق إلا أن العاملين في مشروع مسام عاقدين العزم على المضي في تحقيق هدفهم الإنساني الهادف لمكافحة الإرهاب الحوثي وتأمين حياة المواطنين اليمنيين.