الأخبار
ما لم يكن متوقعا، هو أن تلجأ ميليشيات الحوثي إلى تمويه المتفجرات على هيئة ألعاب أطفال لاستدراج الصغار إليها ليلاقوا حتفهم، الأمر الذي لا يدع مجالا للشك بأن هذه الجماعة مبدعة في سفك الدماء ومتعطشة لها، حيث تتلذذ بتخضيب الأرض باللون الأحمر وكأنها لن تجد السكينة إلا إذا أزهقت الأرواح وروت الأرض بدمائها.
هي كانت ولازالت أحد أبشع أصناف الموت التي استخدمتها ميليشيا الحوثي منذ أعلنت حربها العبثية سنة 2014، حيث تعمدت زرع الألغام في كل شبر من التراب اليمني لإطالة أمد الأزمة.
وقد أثبتت تقارير رسمية أن الميليشيات الموالية لإيران زرعت أكثر من مليون لغم وعبوة ناسفة وقامت بتمويهها وإخفائها وذلك بغية إسقاط أكبر عدد ممكن من الضحايا في صفوف المدنيين.
الخطر الذي تحمله الألغام الحوثية ليس آنيا وإنما لسنوات قادمة، كما أنها تهدد بإخلاء مدن وقرى من سكانها مما يتيح الفرصة بتوسع الميليشيات بشكل كبير على الأرض، ويبقى المتضرر الأول من هذه الآفة هم المدنيون، حيث تعمد الحوثيون زراعة الألغام في الطرق والمزارع والمناطق السكنية وكل ما هو مرتبط بحياة المدنيين في مساكنهم ومعيشتهم حتى بات من الصعب إيجاد استقرار أو تنمية نظرا لانتشارها في البر والبحر.
هذه الزراعة القاتلة قابلتها جهود مضنية من قبل مشروع مسام من أجل إزالة الألغام لحماية الأرواح وتأمين المدنيين من هذا الإرهاب المروع.
وقد تمكنت الفرق الهندسية التابعة للمشروع منذ بداية الشهر من إزالة 4141 لغم وذخيرة غير منفجرة، 1286 منها كان خلال الأسبوع الثالث، ليصل إجمالي ما تم نزعه منذ بداية المشروع ولغاية 16 من يناير الجاري إلى 124286 لغم وذخيرة غير منفجرة وعبوة ناسفة، فيما يعمل الفريق 21 مسام المتمركز بمنطقة الرويس التابعة لمديرية المخا حاليا على تأمين حقل تبلغ مساحته 17 ألف متر مربع يقع على مدخل المنطقة وتمر منه طرق فرعية إلى القرى، وبلغت نسبة تقدم الإنجاز فيه 90% نزع خلالها 120 لغما متنوعا.
وعبر الشيخ عبد الكريم عايض عن امتنانه وتثمينه للمجهودات المبذولة من طرف فرق مسام بقوله “الأرض تنفست من جديد عند وصول الفرق الهندسية التابعة للمشروع، حيث تمكن الأهالي من العودة إلى منازلهم آمنين بعد أن فتحت أمامهم الطرق وأمنت المزارع والمنازل ومناطق الرعي”.
لكن رغم الجهود التي تبذلها فرق مسام لاتزال الكثير من مناطق سهل التهامي والساحل الغربي شاهدة على حوادث جمة ناجمة عن انفجار ألغام في الفازة، حيس، التحيتا، الجبلية والدريهمي، حيث عبثت هذه الآفة بأجساد المدنيين ونثرتها أشلاء لتخلف وراءها قصصا مأساوية ستلاحق ظلالها أسر الضحايا لفترات طويلة ولن تمحو أثرها تقلبات الحياة.
إن انتهاكات ميليشيا الحوثي الإنقلابية التي تحظى بدعم إيراني طالت كل شيء في اليمن، وقد وثقت عديد الجهات هذه الجرائم ويبقى على الأمم المتحدة القيام بدورها مع المجتمع الدولي للوقوف في وجه كل من يدعم الإرهاب ومواجهة الميليشيات الحوثية ووقف جرائمها ضد الشعب اليمني ومحاسبة مرتكبيها.