الأخبار
زجت الحرب والمجاعة والفقر في اليمن بالملايين من الشعب إلى حافة هاوية. 80% من اليمنيين في مجاعة وفقر مدقع أغلبيتهم من النساء وأطفال أجبرتهم الحرب على ترك دراستهم ليعولوا أسرهم.
وقد أشار إلى ذلك المدير الإقليمي لمنطقة الشرق الأدنى والأوسط باللجنة الدولية السيد فابريزيو كاربوني منذ سنة 2018، حيث قال إن الناس في اليمن يعيشون تحت تهديد شبحين مروعين: الحرب والجوع، فاليمنيون هم من سيدفعون الثمن الباهظ في هذا النزاع، إذ يعيش العديد من اليمنيين على وجبة واحدة في اليوم إضافة إلى صعوبة حصولهم على المياه النظيفة الصالحة للشرب.
تقارير مفزعة نشرت بشأن الأوضاع الإقتصادية والإنسانية في اليمن التي سببتها سنوات الحرب والحصار. لقد انقضت أكثر من 5 سنوات منذ الانقلاب الحوثي على الشرعية ولم تنكشف غمة اليمنيين، إذ لا تزال عناصر الميليشيات تسوم السكان العذاب بأنواعه، تنوعت بين حملات اختطاف وتعذيب ونهب للمساعدات الإنسانية. لتأتي الألغام على شاكلة حرب موازية يجابهها سكان هذا البلد المكلوم. هذا الموت الصامت يقبع في الطرقات والمزارع والمناطق السكنية وسيلاحقهم لسنوات قادمة.
لقد زرعت الجماعة الإنقلابية آلاف الألغام والعبوات المتفجرة يدوية الصنع في أنحاء متفرقة من اليمن مما يجعل الضحايا الرئيسيين الذين طالتهم هذه الأخطار القاتلة لم يكونوا سوى المدنيين الذين تعرضوا للقتل أو لفقدان الأطراف أو للتشوهات التي ستبقى تلازمهم مدى الحياة.
هذا الحقد الدفين الذي تكنه هذه الجماعة للشعب اليمني جعلها تتفنن وتبتكر طرقا جديدة للإيقاع بالمواطنين وإراقة دمائهم لتشفي غليلها وتشعر نفسها بأنها ممسكة بزمام الأمور. هذه البشاعة قابلتها جهود رامية إلى إعادة الحياة إلى هذه الأرض التي خضبتها أيادي الشر بدماء أبنائها وأسكتت أصوات الأطفال وجعلت الحزن يسدل ستاره على كل المناطق ورائحة الموت تفوح من كل درب.
ففرق مشروع مسام ما فتئت تعمل بجهد لتأمين حياة المدنيين وإبعاد شبح الموت عنهم، وقد تمكن الفريق 26 مسام الخاص بجمع القذائف بمديرية المخا بالساحل الغربي من جمع 40 ألف قذيفة غير منفجرة، وأوضح المهندس أحمد علي سعيد وهو من أعضاء الفريق 26 مسام أن بعض تلك القذائف هي عبارة عن قنابل وصواريخ خاصة بالطيران الحربي اليمني استولى عليها الحوثيون وحولوها إلى عبوات ناسفة تستخدم لنسف جسور الطرقات وعبارات سيول الأمطار ومنازل المواطنين.
وأشار إلى أن الحقل الجاري العمل به هو بالأصل حقل ألغام أرضية تبلغ مساحته أكثر من 22 ألف متر مربع ويعتبر شديد الخطورة على اليمنيين باعتباره منطقة رعي وزراعة إضافة إلى مرور طرق فرعية منه إلى القرى السكنية في منطقة حيس بن علون التابعة لمحافظة المخا، واستطاع هذا الفريق حتى الآن تأمين 70% من مساحة الحقل الجملية، تم انتزاع منها 150 لغما متنوعا.
من جهة أخرى، أعلن مدير عام المشروع السيد أسامة القصيبي أن فرق المشروع تمكنت خلال الأسبوع الخامس من شهر يناير الماضي 1581 لغما وذخيرة غير منفجرة وعبوة ناسفة ليرتفع بذلك عدد ما وقع إزالته خلال شهر يناير 7338 إجمالي أدوات القتل المنزوعة منذ انطلاق المشروع ولغاية نهاية شهر يناير 127483 تنوعت بين ألغام وذخائر غير منفجرة وعبوات ناسفة.
لقد برهنت الميليشيات الحوثية على حجم الطائفية البشعة التي غرستها في عقول مناصريها على مدار سنوات الحرب، مما جعلهم يتجردون من كل المشاعر الإنسانية ويتحولون إلى وحوش لا يسكت تعطشها للدم سوى إزهاق الأرواح.