الأخبار
“ولدت فتنة الحوثي ولادة غامضة” ولم يشعر الناس بها إلا وقد قامت تسعى. في البداية رفعت شعارات البراءة والتسامح، وأعلنت أنها تدافع عن حقوق المظلومين، وأنها تحارب السلطة الظالمة.
وفندت اتهامها بأنها تتلقى دعما خارجيا ولا تنفذ أي أجندة دخيلة على المجتمع اليمني، فهي يمنية المنشأ والقضية. لكن الأيام أماطت اللثام عن وجهها الدميم الذي أخفته عند بداية بروزها على الساحة اليمنية لتكسب تعاطف ودعم اليمنيين ولتتمكن من كسب الوقت حتى يتسنى لها مد جذورها السامة في ربوع اليمن العزيز.
لقد اصطادت هذه الجماعة في الماء العكر فاستغلت ثورة شعب طائق للحرية وبناء دولة مدنية لتنقض على السلطة بقوة السلاح وتنهش حلمه وتحوله إلى هباء منثور. إذ فضلت مصلحتها على مصلحة المجتمع، ولتذهب الأمة إلى الهاوية. فقد قاموا بقلب موازين السلطة في اليمن وشقوا طريقهم بالقوة إلى موضع يكون لهم فيه قول في صناعة القرار.
إن مخاطر الحوثيين على أرض اليمن لا حصر لها منها تجنيد الأطفال وزراعة الألغام، وهو ما يعد تفخيخا للمستقبل. إذ أن الطفل المجند يصعب تحويله إلى عنصر رافد للتنمية، أما الألغام فتمثل كارثة ستلاحق المدنيين لسنوات قادمة نظرا لطريقة زراعتها العشوائية.
إن انقلاب الحوثيين على الشرعية في هذا البلد قائمة على أسلوب التخريب والدمار إذ لا يتركون وراءهم شيئا سليما بعد الهزيمة. فعلى مدار السنوات الماضية، زرعت الميليشيات الحوثية حقولا لامتناهية من الألغام بشكل يستهدف المدنيين على وجه التحديد. وقد أدت إلى حصد أرواحهم في مناطق مختلفة فضلا عن تعطيل مصادر الرزق على غرار حرمان المئات من الزراعة والرعي والصيد.
هذه الجماعة لم تنخرط يوما في مسار سلام بل بالعكس كانت تسابق نفسها لخرق أي اتفاق يتم التوصل إليه.
هذا الإصرار على إطالة أمد الانقلاب يرجع إلى أن الميليشيات تسعى للحفاظ على مصالحها بأي طريقة، وهو ما كبد السكان كلفة باهظة للغاية. فمثلا منذ توقيع اتفاق السويد في ديسمبر 2018، ارتكبت الميليشيات أكثر من 16 ألف خرق وانتهاك لبنود هذا الاتفاق وهو ما يعطي صورة واضحة عن إجرام هؤلاء الانقلابيين وسعيهم المتواصل لإراقة دماء الأبرياء والتلذذ بذلك. ولطالما كان للألغام دور فعال في هذه الجرائم فقتلت ودمرت وخربت وضيقت الخناق على المدنيين.
هذا الإصرار على إطالة أمد الانقلاب يرجع إلى أن الميليشيات تسعى للحفاظ على مصالحها بأي طريقة، وهو ما كبد السكان كلفة باهظة للغاية. فمثلا منذ توقيع اتفاق السويد في ديسمبر 2018، ارتكبت الميليشيات أكثر من 16 ألف خرق وانتهاك لبنود هذا الاتفاق وهو ما يعطي صورة واضحة عن إجرام هؤلاء الانقلابيين وسعيهم المتواصل لإراقة دماء الأبرياء والتلذذ بذلك. ولطالما كان للألغام دور فعال في هذه الجرائم فقتلت ودمرت وخربت وضيقت الخناق على المدنيين.
أصبح سقوط الضحايا بسبب الألغام بين قتيل وجريح ومبتور خبرا يوميا. هذا الإرهاب الحوثي الغاشم يواجهه مشروع مسام بكثير من الجهود بهدف تطهير الأراضي من الألغام الأرضية والذخائر غير المنفجرة، وتدريب الكوادر القادرة على نزع الألغام، ووضع آلية تساعد السكان على امتلاك خبرات مستدامة لنزع الألغام.
لقد جارت هذه العلب اللعينة على اليمنيين وتسببت في جرح غائر لهم لن يندمل لسنوات. لذلك تسعى الأيادي الإنسانية إلى تطهير هذا الجرح علها تقلل من ألمه.
وقد تمكنت من إعادة الحياة لعدة مناطق فيما تستكمل أخرى عمليات الإزالة على غرار الفريق 10 مسام الذي يعمل حاليا على استكمال تأمين وادي جربان بمحافظة شبوة بعد أن نزع 82 لغما وعبوة ناسفة من مناطق الرعي وآبار المياه، منذ أن استهل العمل هناك مطلع شهر أغسطس الماضي. وهو ما مكن عدد كبير من المواطنين من العودة إلى منازلهم.
تطهير اليمن من الألغام يحتاج لسنوات نتيجة كثافتها وعدم توفر خرائط دالة على أماكن طمرها إضافة إلى استمرار هذه الجماعة الإرهابية في زراعتها، وهو ما يتطلب موقفا حازما تجاه هؤلاء القتلة.