الأخبار
دولة مدمرة وقتال مميت ومجاعة تجتاح المناطق، 4 سنوات من الانقلاب يجد اليمن نفسه على أثرها على شفا الانهيار التام، إذ تجتمع الألغام الحوثية مع الجوع والأوبئة مشكلين الثالوث القاتل، فلم تكتف الميليشيات في سوء الأوضاع بالبلاد بل عمدت إلى نهب المساعدات وزرع الألغام في كافة أنحاء هذا البلد حيث لم تترك ميليشيا الحوثي موطئ قدم إلا وفخخته، هذه الألغام غزت اليمن بشكل كامل ولم تبق على مكان يمكن للمواطن اليمني أن يحتمي فيه من بطشها الذي طال النساء والأطفال والشيوخ على حد السواء ولم تسلم منها حتى الحيوانات.
حصار حوثي خانق تفرضه الميليشيات على المدنيين العزل باستخدام أنواع مختلفة من الألغام. ومازالت فلول الحوثي هائمة تنشر الموت أينما حلت وكأنهم يريدون صم الآذان بصوت التفجيرات لبث الرعب والخوف في نفوس الأهالي وكأنهم يصبون إلى منع الشعب المتعب من التقاط الأنفاس ليشرعوا في جولة جديدة من التقتيل والتدمير ربما تكون أشد ضراوة بسبب ازاحتهم من عديد المناطق.
وهذا ليس بجديد على هذه الفئة الانقلابية، فلطالما كان التجويع والتقتيل والأمراض والتشريد من أهم إنجازاتها منذ محاولتها السطو على الحكم بقوة السلاح، بل وشاركت في إعطاب مسيرة الحياة والتنكيل باليمنيين بشتى الطرق غير مبالية بما يعانيه المواطن اليمني من بؤس وشقاء بسبب أعمالهم وهو ما لا يجعل مكانا للشك لانعدام آدميتهم حتى صاروا مجرد وحوش ضارية تفتك بكل ما يقف أمامها.
وفيما تحاول الميليشيات الحوثية تمزيق اليمن تسعى فرق الحياة إلى إنقاذ ما يمكن إنقاذه وبعث الأمل في نفوس اليمنيين. رحلة يومية لفرق مسام بين الموت المطمور في جوف الأرض بحثا عن تأمين حياة لأناس أهلكتهم الألغام وزادتهم بلاء على بلاء. وقد تمكنت خلال الأيام الأولى من شهر ماي من نزع 5796 لغم وذخيرة غير منفجرة توزعت كالتالي: 1869 لغم مضاد للدبابات و41 لغم مضاد للأفراد و3584 ذخيرة غير منفجرة و207 عبوة ناسفة ليصل مجموع ما تم نزعه منذ بداية المشروع وحتى الثالث من شهر ماي الحالي إلى 69515.
هذه الجهود المبذولة لانتشال اليمن من الانزلاق نحو كارثة كبرى لاقت استحسانا وإشادة من رئيس تحرير صحيفة ديلي ميرور آندي لينز الذي عبر خلال زيارته لمأرب رفقة وفد صحفي عن إعجابه بالمشروع السعودي وبالعمل الإنساني الذي تقوم به فرق مسام لإنقاذ الأرواح واصفا العاملين في هذا المجال بالأشخاص الرائعين الذين يستحقون وقوف الجميع احتراما لدورهم الإنساني، مشيرا إلى أن اليمن يشهد مأساة تراجيدية نتيجة وجود ملايين الألغام المزروعة التي تسبب مآسي رهيبة، لذا من المهم إزالتها.
وأردف قائلا “أعرف أن الألغام سيئة للغاية وإنها تقتل الكثير من المدنيين وهذا سيء جدا وأود أن أضيف أنه لا ينبغي لأحد أن يكون جزءا من الألغام ولا ينبغي أن تكون الألغام موجودة في القرن ال 21 لأنها فظيعة” كما نوه في نهاية حديثه بعمل فريق مسام بقوله ” إن العمل الذي يقوم به الفريق لإنقاذ المئات من الأرواح إن لم تكن الآلاف لا يصدق.. وهو عمل رائع ويجب علينا نحن وجميع الناس في الشرق الأوسط والعالم أن نكون ممتنين لهم”.
وهو ما دعمه المصور الصحفي لديلي ميرور فيليب كوبرن بقوله “أعتقد بالطبع أنه يوجد المزيد من الألغام والذخائر يوميا في اليمن، مما يشكل خطرا على الجميع من كل النواحي.. لكن أعتقد أن مشروع مسام يقوم بعمل رائع للمساعدة في إزالة الألغام فكل لغم يزال هناك حياة تنقذ وهذا مهم للغاية”، مؤكدا على أن من يظهر العدوانية ولا يفكر في حياة المدنيين هو سيء للغاية في إشارة إلى الميليشيات الحوثية التي مازالت تعيث فسادا في المنطقة، متمنيا أن يعم السلام والاستقرار هذا البلد الحزين.
وزار الوفد الصحفي خلال جولته في مدينة مأرب وسط اليمن مقر المشروع السعودي “مسام” لنزع الألغام حيث عرفهم نائب مدير المشروع غس ماتينز إلى الآلية التي تعمل بها الفرق الهندسية الميدانية الـ32 في حقول الألغام والمعايير الدولية المعتمدة من طرف الفرق التي تم تدريبها وتأهيلها خلال الفترة الماضية مشيرا إلى أن إدارة المشروع بقيادة السيد أسامة القصيبي تحرص على توفير أنظمة وإجراءات السلامة للعاملين في نزع وتفجير الألغام.
لقي مشروع مسام إشادة من عديد الصحفيين الذين زاروا اليمن في الآونة الأخيرة على غرار الوفد الإعلامي لصحيفة ديلي ميرور والفريق الإعلامي الإيطالي واطلعوا على العمل الإنساني الذي تقوم به الفرق الهندسية الميدانية وهو ما يرفع من معنويات العاملين في هذا المشروع لكن يجب أن تلاقي هذه المجهودات دعما دوليا واسعا ليتمكن اليمن من تلافي كارثة قد تعصف بحاضره ومستقبله.