«المصرى اليوم» تحاور المهندس أسامة القصيبي مدير عام مشروع مسام لنزع الألغام في اليمن

WhatsApp Image 2022-10-23 at 5.14.39 PM

نزعنا 368 ألف لغم منذ بدء المشروع.. والتقدم التقنى لا يغنى عن العنصر البشري

كتب: سوزان عاطف

قال مدير عام مشروع مسام لنزع الألغام في اليمن، المهندس أسامة يوسف القصيبي، إن الهدف الرئيسي للمشروع هو مساعدة الشعب اليمنى في التغلب على المآسي الناجمة عن انتشار الألغام والعبوات الناسفة في المحافظات اليمنية التي عرّضت كثيرًا منهم لإصابات بالغة وإعاقات جسدية.

وشرح «القصيبي» في حواره لـ «المصري اليوم» أنه لا يواجه عمليات نزع الألغام بالمعنى التقليدي، وإنما يواجه حرب ألغام وعبوات ناسفة يتعامل معها بتقنيات حديثة وعبر تدريب مستمر للفرق للتعامل مع الألغام المموهة والجديدة والمتطورة، المزروعة عشوائيًا على مساحات واسعة وبأعداد تصل إلى مئات الآلاف وفقًا للمعايير الدولية المتعلقة بنزع الألغام، فمثلًا الألغام التي زرعت العام الماضي اختلفت اليوم وأصبحت أحدث وأكثر تطورًا وتعقيدًا عن مثيلاتها في الأعوام الماضية.. وإلى نص الحوار:

■ كيف جاءت فكرة تأسيس مشروع مسام؟ وما أهم أهدافه؟

جاءت فكرة مشروع مسام لمساعدة الشعب اليمنى في التغلب على المآسي الناجمة عن انتشار الألغام والعبوات الناسفة في العديد من المحافظات اليمنية، لتمكينه من العيش بسلام، لأن هذا المشروع يخدم المواطن اليمنى ويضمن له الأمن والأمان. انطلق مشروع مسام منتصف يونيو من عام 2018 تحت مظلة مركز الملك سلمان للإغاثة والأعمال الإنسانية، لنزع الألغام في اليمن بخبرات سعودية وخبراء عالميين وكوادر يمنية دُرّبت على إزالة الألغام بمختلف أشكالها وصورها والتي زرعتها الميليشيات بشكل عشوائي في الأراضي اليمنية.

■ كيف يتم تمويل نشاط المشروع؟

تم إطلاق المشروع من قبل المملكة العربية السعودية وبتمويل ودعم كامل من قبل الحكومة السعودية، وهدفه الأول إنساني، لتطهير الأراضي اليمنية من الألغام الأرضية، وتطوير وتدريب فرق مشروع مسام، وللتمكين من القيام بالواجبات الأساسية بكل ما يحتاج المشروع من الإمكانيات والخبرات المحلية والعالمية.

■ هل من المحتمل مد نشاط عمل المشروع إلى مناطق أخرى غير اليمن؟

المملكة العربية السعودية عبر تاريخها الحافل مستمرة في العطاء والجهود الإنسانية الضخمة غير المسبوقة في مد يد العون والمساعدات في مختلف المجالات في الداخل والخارج، ما جعلها تحتل مركزا مهما في قلب العالم لدعم المشروعات الإنسانية ومساعدة المتضررين في الحروب والكوارث على مختلف الجهات، وحرصها الدائم على دعم الاستقرار والسلام للمنطقة، ومساعدة أشقائها في اليمن للتخلص من الدمار والإرهاب المتمثل في الألغام المنتشرة بشكل واسع في المناطق اليمنية.

وحاليًا، يتمركز عمل مشروع مسام في اليمن فقط، ويعمل بشكل كلى على تطهير الأراضي اليمنية من الألغام الأرضية.

■ يمارس مشروع مسام عملًا في منتهى الخطورة وهو نزع الألغام، فما درجة استخدامكم للرقمنة «الروبوت» بدلًا من العنصر البشري؟

أجرى كثير من البحوث والدراسات في سبيل إيجاد أفضل وسيلة للتعامل مع الألغام لخلق تقنيات بديلة للتعامل مع الألغام.. وكانت النتيجة أن أفضل وسيلة للتعامل مع الألغام هي جهاز للكشف عن الألغام ونازع متمرس، فالتقنية تساعد على وجود اللغم أو العبوة الناسفة، لكن عند التعامل معها سواء كانت ألغاما أو عبوات ناسفة أو قذائف، لابد من تدخل شخصي من قبل النازع.

ومشروع مسام يستخدم روبوتات في حالات خاصة للكشف عن الألغام الأرضية، لكن يظل النازع الجيد والمتمرس له الدور المهم والأساسي في إزالة الألغام في المقام الأول.

■ ما أهم العقبات التي تواجه فريق مشروع مسام خلال العمل؟

نواجه عقبات من الجهات المختصة في نفس المجال، فنحن لا نواجه عمليات نزع الألغام بالمعنى التقليدي، وإنما نواجه حرب ألغام وعبوات ناسفة نتعامل معها بتقنيات حديثة وتدريب مستمر للفرق للتعامل مع الألغام المموهة والجديدة والمتطورة باستمرار والمزروعة عشوائيًا على مساحات واسعة وبأعداد تصل إلى مئات الآلاف وفقًا للمعايير الدولية المتعلقة بنزع الألغام، فمثلًا الألغام التي زرعت في العام الماضي اختلفت اليوم وأصبحت أحدث وأكثر تطورًا وتعقيدًا عن مثيلاتها في الأعوام الماضية.

وفى محافظة شبوة اليمنية، وجدنا ألغامًا نراها للمرة الأولى بحجم أكبر من أي ألغام وجدناها في اليمن من قبل.. وكذلك فيما يتعلق بالعبوات الناسفة، العدد المهول الذى زُرع في الأراضي اليمنية رقم لا يصدقه عقل، وجميعها مُصنعة بطريقة احترافية، وبعضها يحتوى على أجهزة تحكم عن بعد، ومواد مستوردة وتكنولوجيا عالية الصنع. وكذلك واجهنا تحديات عشوائية في زراعة الألغام الأرضية المشركة والمفخخة والعبوات الناسفة، مع غياب تام لخرائط المناطق الملغومة، بالإضافة إلى تحويل كل ما لا يمكن توقعه، ومنها قنابل محلية الصنع صممت بطريقة معقدة ومختلفة، مع عدم القدرة على الوصول لبعض المناطق بسبب استمرار العمليات العسكرية في هذه المناطق.. وبالتأكيد سوف نستجيب لها فور إيقاف هذه العمليات.

■ هل يمتد دور المشروع إلى تأهيل ضحايا الألغام؟

دور مشروع مسام في اليمن هو إزالة الألغام الأرضية والذخائر غير المنفجرة والعبوات الناسفة، وتطهير الأراضي منها، والحد من خطورة انتشارها بشكل عشوائي في مناطق مأهولة بالسكان، والتي عرّضت كثيرا منهم لإصابات بالغة وإعاقات جسدية دائمة.

■ ما دور مشروع مسام بعد الانتهاء من نزع كل الألغام من اليمن؟

هناك تعاون وشراكة بين مشروع مسام والبرنامج الوطني اليمنى لنزع الألغام «يمك» لإنقاذ أكبر عدد من أرواح الأبرياء من خطر الألغام والعبوات الناسفة في المحافظات المحررة، كما يوجد كثير من اليمنيين العاملين فى مجال نزع الألغام بكوادر مدربة تابعة لفرق مشروع مسام، والذى أثبت فيها النازع اليمنى جدارته واحترافيته في ميدان نزع الألغام، ما يسهم في خلق كوادر مدربة متمكنة للعمل في مجال نزع الألغام وخبرات دائمة متمكنة للقيام بدورها في هذا العمل الإنساني.

■ بصفتك مسؤولًا عن المشروع.. ماذا عن حجم إنجازات «مسام» منذ إطلاقه؟ وهل تشعر بالرضا عن النتائج؟

تمكنت الفرق الهندسية للمشروع منذ بدأ منتصف يونيو عام 2018 من نزع 368351 لغمًا وذخيرة غير منفجرة وعبوة ناسفة.. كما تمكنت فرق المشروع حتى الآن من نزع 222041 ذخيرة غير متفجرة، و7536 عبوة ناسفة و133094 لغما مضادا للدبابات و5680 لغما مضادا للأفراد.

ووفقًا لغرفة عمليات المشروع، فإن الفرق الهندسية تمكنت من تطهير 39444793 مترا مربعا من الأراضي في اليمن كانت مفخخة بالألغام والذخائر غير المنفجرة. وجميع الألغام والعبوات الناسفة والقذائف تم نزعها من قبل فرق المشروع الهندسية منذ إطلاقه في 11 منطقة يمنية (صنعاء، الجوف، شبوة، مأرب، الحديدة، تعز، عدن، البيضاء، صعدة، الضالع، لحج).

وتتعامل فرق مشروع مسام مع جميع أنواع الألغام الأرضية المتعارف عليها، التقليدية والألغام المعدلة والمحلية التي تعمل الميليشيات على صناعتها في المعامل الخاصة بها، بأحجام وأشكال وأهداف مختلفة، وتمثل 85% من إجمالي الألغام المنزوعة.

والمشروع بجهوده المبذولة حقق سمعة كبيرة في الأوساط الدولية والإقليمية، بروح الفريق الذى تعاهد على ميثاق إنساني خالص تلبية لنداء الإنسانية في اليمن بعطاء وسخاء لا حدود له، للحد من استفحال الكارثة الإنسانية بسبب الألغام التي سببت كثيرا من حالات القتل والدمار والإصابات والإعاقات الدائمة والتشوهات التي تلازم من تعرض لها طيلة حياتهم، ما جعل المشروع يعمل على قدم وساق بأكبر وقت وجهد ممكن، لحرصه على التخلص من الألغام المزروعة في المناطق وإتلافها ومسح الأراضي من بقايا الحرب المتفجرة، بالإضافة إلى الجهود في حماية الأرواح من خطرها ومساعدة الضحايا ممن تعرضوا لهذه الآفة القاتلة ليعود المدنيون آمنين لممارسة حياتهم الطبيعية، وعودة التنمية الاقتصادية والمستدامة والتعمير حتى يعود “اليمن السعيد”.

شارك المقال

واتس اب
لينكد إن
تويتر
الفيسبوك