الأخبار
صوت الواجب والحس الإنساني العالي هو بوصلة تحركات فرق مسام في الربوع اليمنية دون استثناء، فأينما وجدت ألغام تشد الفرق رحالها للقيام بواجبها بمثابرة عالية وحرفية كبيرة.
لا شيء يؤخرها عن نداء الواجب، حتى غياب الخرائط الميدانية للألغام التي زرعها الحوثيون بعشوائية متعمدة لإلحاق الأذى بأكبر عدد من الضحايا لم يوقف عزيمة هذه الفرق المتحمسة لزرع الحياة واجتثاث أسباب الهلاك من الأراضي اليمنية التي تعج بالألغام.
فمسام انطلق في مثابرته الإنسانية، وعناصر فرقه على دراية بأنهم يتعاملون مع ألغام في كل مكان ودون خرائط وقد نجحوا في كسب ود وتعاون المجتمع المحلي ووجدوا الدعم من الجيش الوطني وقوى التحالف العربي لدعم الشرعية في اليمن، مما سهل مهمتهم إلى حد كبير على الميدان.
خمس فرق هندسية تابعة لمشروع مسام تعمل في مختلف مديريات محافظة مأرب التي فخخت المليشيا ما يقارب 80 % من مساحتها بكل أدوات الموت والدمار. كما يعمل المشروع بـ32 فريقا هندسيا موزعين على محافظات “مأرب، الجوف، البيضاء، شبوة، ومناطق الساحل الغربي”.
وبحسب ما أكده مدير عام مشروع مسام السيد أسامة القصيبي فإن الفرق الهندسية التابعة للمشروع تمكنت من نزع أكثر من 3 آلاف لغم متفجر خلال شهر سبتمبر الماضي، ليبلغ إجمالي ما تم نزعه منذ انطلاق المشروع إلى أكثر من سبعة آلاف لغم، تم إنتاج معظمها محليا من قبل المليشيات الحوثية.
ألغام ألحقت الأذى والضرر بعدد كبير من الناس في اليمن، فقد ذكرت تقارير ميدانية حقوقية وإعلامية أن عدد القتلى بسبب الألغام الحوثية بلغ 615 شخصا، بينهم 101 طفلا، و26 امرأة، أما عدد الإصابات فقد كان 924 مصابا، بينهم 160 طفلا، و36 امرأة.
غياب الخرائط، وعدد الضحايا وفقدان بعض العناصر الباسلة أثناء المثابرة الميدانية من فرق مسام، لم يزيد هذه الكوكبة إلا سعيا للإبحار باليمن إلى بر أمان، عنوانه “يمن بلا ألغام”، ومزيد من العزم على مواصلة مشوار يلعب فيه الحس الإنساني دور كبير. فرغم جسامة هذه المهمة المحفوفة بالمخاطر يبقى نداء الإنسانية هو المحدد الوحيد لوجهة فرق مسام في الأراضي اليمن والدافع لها للصمود.