الأخبار
حولت الألغام الحوثية مساحات واسعة من مزارع المواطنين في الساحل الغربي إلى حقول موت تحصد أرواح الأبرياء، كما منعت المزارعين من استصلاح أراضيهم وحصد ثمارها، أو العودة إلى مناطقهم التي نزحوا منها.
وخلال 5 سنوات من انتهاكات الحوثيين لحقوق الإنسان، وثَّقت المنظمات الدولية والإنسانية سقوط آلاف الضحايا من المدنيين بسبب الألغام.
ففي الساحل الغربي، وثق فريق مسام الإعلامي المئات من ضحايا الألغام، البعض منهم خسروا أطرافهم وأصبحوا بفعل الألغام معاقين ومن ذوي الاحتياجات الخاصة.
مأساة خولة
خوله خبيش فقدت أمها، وخسرت إحدى عينيها بعد تعرضها لانفجار لغم في الساحل الغربي أثناء عودتها من النزوح الإجباري الذي أستمر لأشهر.
وتقول خولة في لقاء خاص بمكتب مسام الإعلامي “أُجبرنا على النزوح خوفا من الحرب بعد أن أصبح المكوث في المنزل أشبه بالانتحار لشدة القصف الحوثي على المنطقة، وبعد أشهر من المعاناة تحررت قريتنا، وقررنا العودة إلى منازلنا غير مدركين بأن الحوثيين قد تركوا من بعدهم آلة موت تتربص بالعائدين من أبناء المنطقة”.
غيرت الألغام مسار حياة خولة بعد أن قتلت أمها، ومزقت شظاياها جسد خولة الضعيف وأصابتها بعدة حروق صنفت طبيا من الدرجة الأولى، كما أصابت أيضاً أخوها الصغير الذي لم يتجاوز عمره الـ10 سنوات بعدة إصابات.
دروب شائكة
واقع مؤلم ووضع إنساني محزن يعانيه المدنيون في مديريات السهل التهامي، الأمر الذي دفع مشروع مسام لإنزال 16 فريقا هندسيا تعمل في 10 مديريات بالساحل الغربي، بهدف تأمين المدنيين، وتمكينهم من العودة إلى منازلهم واستصلاح مزارعهم التي حولتها ألغام الحوثي إلى حقول للموت تحصد أرواح الأبرياء.
ففي مديرية الخوخة، يعمل مشروع مسام للعام الثاني على التوالي بثلاث فرق هندسية تمكنت فيها هذه الفرق من تأمين العديد من المناطق السكنية، والمساحات الزراعية، واستطاعت أن تحد من وقوع الضحايا بشكل ملموس.
ويعد الإنجاز الذي حققه الفريق الـ26 مسام العامل في مديرية الخوخة خير دليل على الدور الإنساني الكبير الذي قدمة مشروع مسام في اليمن.
وفي تصريح خاص بمكتب مسام الإعلامي، أكد عضو الفريق 26 مسام، المهندس محمد علوان أن الفريق تمكن منذ بدأ عمله في المشروع من تطهير 13 حقل للألغام بدءا من منطقة الموشي وصولا إلى منطقة الحيمة في مديرية الخوخة.
وقال المهندس محمد علوان “إن الفريق تمكن من نزع 2022 لغم وعبوة ناسفة وقذيفة غير منفجرة، مشيرا إلى إن الحقل الجاري تطهيره عبارة عن منطقة زراعية مفتوحه تحتوي على الكثير من المزارع، وتم تفخيخها من قبل الحوثيين بشكل عشوائي وكثيف”.
ونوه علوان أن المنطقة التي يعمل فريقه حاليا على تأمينها شهدت عدة انفجارات للألغام وراح ضحيتها أكثر من 13 مدني جلهم من النساء والأطفال.
وأشار إلى أن جميع الألغام التي تم نزعها، زرعت من قبل الحوثيين بطرق عشوائية في مزارع المواطنين والطرق الفرعية ومناطق تجمعات المدنيين.
وأكد عضو الفريق 26 أن الفريق تمكن من مساعدة الكثير من المزارعين من خلال تمكينهم من العودة مجددا إلى مزارعهم بعد أن تم تطهيرها من الألغام بشكل كامل.
وأكد استمرار الفريق في مهمته الإنسانية حتى يتم تأمين منطقة الخوخة بشكل خاص، والساحل الغربي بشكل عام من خطر الألغام التي زرعت بهدف قتل المدنيبن وإعاقتهم من العودة إلى منازلهم ومزارعهم.
وأشاد المهندس محمد علوان بالدعم الكبير الذي يقدمه لهم مشروع مسام وتوفير كل متطلباتهم لتسهيل مهمتهم الإنسانية وتأمين المدنيين من خطر الألغام الذي زرعته مليشيات الموات وأعداء الإنسانية تحت الأرض.