جحيم الألغام يحرق حياة الحاج عبدالله

لا تستثني الألغام شيئا على وجه الأرض، إنسان أو حيوان أو نبات.. ولم يقتصر خطرها على كائن حي أو فئة بعينها من المجتمع، لكن أضرارها ومآلاتها طالت كل شيء.
خيارات صعبة وقاسية يعيشها اليمنيون في المناطق الموبوءة بشبح الألغام التي زرعتها ميليشيا الحوثي، فمن لم يقتل بانفجاراتها عاش معاقاً مبتور القدمين أو إحداهما على الأقل، وفي أحسن الأحوال ترك معظم السكان منازلهم وقراهم ومزارعهم التي كانت مصدر دخلهم الوحيد بحثاً عن مكان آمن يعيشون فيه ما تبقى من حياتهم بعيداً عن الخوف.
في مدينة تعز، خرج الحاج عبدالله 60 عاماً من منزله قاصداً المستشفى الجمهوري، وما إن وصل بالقرب منه انفجر به لغم حوثي تسبب في بتر ساقه اليسرى وإصابة الأخرى بشظايا متفرقة.
يقول الحاج عبدالله راشد لمكتب مسام الإعلامي “لم أشعر بشيء لحظة انفجار اللغم، وكل ما شاهدته هو قدمي اليسرى وهي تحلق في الهواء، والرجل اليمنى أصيبت بشظايا، وبعد أشهر من العلاج أصيبت بالغرغرينا، وقرر الأطباء في مستشفى الثورة ببترها لأجد نفسي ممدداً في سريري بلا أقدام.
وعن تأثير وضعه مع الإعاقة يقول الحاج عبدالله: كنت أخرج إلى السوق وأمارس بعض الأعمال، واقضي وقتاً ممتعاً، لكن انفجار اللغم حطمني، وأقعدني في مسكني، وأفقدني جزء من سمعي، ونظري، أصبحت طريح الفراش لا أقوى على الحركة أو عمل أي شيء، لكن الحمد لله على كل حال.
وبحرقة يصف الحاج عبدالله من يزرع الألغام بالجبان بقوله الحوثي لا يقوم بهذه الأعمال إلا لأنه جباناً، ولا يمتلك مبدأ ولا دين، ولا يخاف الله، لذا يلجأ إلى زراعة الألغام بجانب مساكن المدنيين ومزارعهم، والطرقات التي يسلكونها، وهذا أكبر إجرام، و إرهاب بحق المدنيين.
يؤكد الحاج عبدالله أن الألغام أثرت على الأطفال والنساء والشباب في وادي المحبة بمديرية المضفر ، ولم يقتصر تأثيرها على البشر فقط، بل أن طالت كل ما هو حي، يتنفس ويمشي على قدميه، فهوا عرضه للألغام الحوثية.
يقول الحاج عبدالله “مسام أجمل مشروع في اليمن، وعملهم في نزع الألغام وتدميرها عمل يرضي الله ورسوله، فهم ينزعون الألغام والعبوات الناسفة من أمام الأطفال والنساء، بحيث لا تتسبب في وفاتهم، أو بتر أطرافهم فعمل مهندسين مسام لوجه الله، وهم يساعدون على تجنيب الآلاف من المواطنين الأبرياء السقوط في الألغام، لذا نسأل الله أن يحفظهم في عملهم، وأن يعيدهم إلى أسرهم بأمن وأمان وجزاهم الله ألف خير على ما يقومون به من أجل الشعب اليمني”.