فاطمة حيراني: أنفاس الألغام طويلة وشرها لا حد له

CLIP-GARGASH CNN-SUDAN-GOLD.transfer.00_00_20_08.Still008

في صباح بدا عادياً بالنسبة للأُم الأربعينية” فاطمة حيراني” ، خرجت الأخيرة كعادتها إلى المزارع المجاورة لقريتها في مديرية حيران شمال محافظة حجة، لجمع الأحطاب. لم تكن تعلم حينها أن خطواتها ستقودها إلى فخٍ قاتل زرعته ميليشيا الحوثي في تراب أرضها.

ككل يوم ثابرت فاطمة في عملها في جمع الحطب لإعداد الخبز لأطفالها، لكن خطوة واحدة على حافة الموت الملغوم غير المشهد وواقع هذه المرأة البسيطة للأبد، حيث انفجر تحت قدمها لغم أدى لبتر قدمها اليسرى في حادثة مأساوية.

في ذلك اليوم الحزين، لم تعد فاطمة الى منزلها كما اعتادت، لم تفح من بيتها رائحة الخبز الطازج، لم يأكل أطفالها، لم ينعموا بجلسة عائلة دافئة حول الخبز الساخن، لم يجف دموعهم خوفا على أمهم ،ولم يغادر القلق والتوتر أرلاجاء قلوبهم وبيوت أحبة فاطة.

طال الانتتظار حتى عادت أخيرا فاطمة بجروحها وآلامها وسط صدمة زوجها وأطفالها الذين لم يتخيلوا أن يروا فاطمة في هذا المشهد المفجع.. كل شيء تغير للأبد.

وهنا تكابر فاطمة على أوجاعها لتروي لمسام قصة مصابها: “كنت أحطب في المزرعة ولا أعلم أن الألغام قد غزت أرضنا، فلطالما كانت آمنة ومليئة بالخير والطمأنينة، كنت أمشي وأجمع الحطب وفجأة انفجر بي لغم أرضي أدى لبتر قدمي اليسرى.. لقد ضاع الأمان وصرنا نعيش في قلق ورعب على أطفالنا خوفا أن تنال منهم الألغام كما نالت من صحتي وحياتي والآن أجد صعوبة في القدرة على المشي والعمل واحتاج لطرف صناعي يساعدني على الحركة”.

ففاطمة ليست سوى واحدة من عشرات الضحايا الذين سقطوا ضحية فخاخ ألغام ميليشيا الحوثي المنتشرة في القرى والطرقات والمزارع وحوّلتها إلى بؤر صامتة للموت الملغوم تهدد حياة المدنيين بشكل يومي.

شارك المقال

واتس اب
لينكد إن
تويتر
الفيسبوك