الأخبار
المآسي مستمرة في اليمن لا تنقطع، وليس خبر مقتل 4 أفراد من عائلة واحدة سوى مثال بسيط لأخبار الموت الواردة من ذلك البلد المكلوم. كارثة إنسانية بأتم معنى الكلمة يعيشها اليمن منذ انقلاب الحوثيين على السلطة الشرعية.
وما زاد الطين بلة هو الاستخدام المفرط للألغام الأرضية من قبل الميليشيات الحوثية، مما أدى إلى قتل وجرح آلاف المدنيين ومنع منظمات الإغاثة من الوصول إلى المجتمعات الضعيفة.
ورغم أن القانون اليمني و”اتفاقية حظر الألغام” لعام 1997 يحظران استخدام الألغام المضادة للأفراد، فإن الحوثيين استخدموا الألغام المضادة للمركبات في المناطق السكنية بطريقة عشوائية في انتهاك لقوانين الحرب، ما شكل خطرا على المدنيين.
وكانت منظمة هيومن رايتس ووتش قد أشارت إلى رصدها لأدلة تؤكد على أنه إضافة إلى زرع الألغام الأرضية المضادة للأفراد، فقد زرعت الميليشيات الانقلابية ألغاما مضادة للمركبات في المناطق المدنية وألغاما مضادة للمركبات معدلة لكي تنفجر من وزن شخص وأجهزة متفجرة يدوية الصنع المموهة على شكل صخور أو أجزاء من جذوع الأشجار إلى جانب استعمال الألغام البحرية التي تعرض سفن الصيد وسفن المساعدات الإنسانية إلى الخطر.
على صعيد آخر، أكد نائب مدير المستشفى الميداني بمديرية الخوخة الدكتور قاسم الحميدي أن 90% من ضحايا الألغام يفارقون الحياة قبل وصولهم إلى المستشفيات، فيما 10% يصابون بإعاقات دائمة.
وتعد الخوخة من أكثر المديريات التي طالتها أيادي الإجرام الحوثية، حيث تعمدوا زراعة الألغام والعبوات الناسفة بشكل مكثف وعشوائي مع التركيز على المناطق الحيوية التي ترتبط بحياة المدنيين ومصادر معيشتهم، مبينا أن المستشفى يستقبل بشكل شبه يومي ضحايا هذه الآفة.
العديد من أبناء الخوخة راحوا ضحية هذه الألغام اللعينة فيما تعرض المئات منهم إلى إعاقات دائمة ألزمتهم الكراسي المتحركة وأجبرتهم على المعاناة لبقية حياتهم التي تسربت من بين أناملهم.
ولم يكتف الانقلابيون بذلك، بل قاموا بنهب ممتلكات ومحتويات المرافق الصحية خاصة بمديرية الخوخة وتحويلها إلى ثكنات عسكرية لميليشياتهم الأمر الذي حرم المصابين من تلقي العلاج وجعل هذه الأماكن عرضة للقصف والتدمير.
لطالما تسببت الألغام والعبوات الناسفة في أرق كبير نتيجة لخطورتها وما تلحقه من أضرار بالأرواح.
وبدافع روح المسؤولية تجاه هذا الشعب المسكين، تم إرساء مشروع مسام لنزع الألغام الذي كثف جهوده لإزاحة هذا العبء عن اليمنيين ورفع المعاناة عنهم.
وقد تمكنت الفرق الهندسية التابعة لمسام خلال الأسبوع الثالث من شهر فبراير من نزع 5228 ذخيرة غير منفجرة و288 لغم مضاد للدبابات و11 لغم مضاد للأفراد وعبوة ناسفة وحيدة ليبلغ المجموع 5528 وترتفع حصيلة ما تم إزالته خلال شهر فبراير إلى 12304 لغم وعبوة ناسفة وذخيرة غير منفجرة. بالتالي يصبح إجمالي ما تم نزعه منذ انطلاق المشروع ولغاية 20 من شهر فبراير إلى 139787.
لقد دأبت الميليشيات الحوثية على تعريض حياة اليمنيين للخطر من خلال ما ترتكبه من جرائم على رأسها زراعتها المتواصلة للألغام التي حولت العيش في اليمن إلى جحيم حقيقي، إذ رفعت من عدد الجثامين التي احتضنتهم تربة بلدهم بحنو بعد أن قست على أجسادهم جماعة تخلت عن آدميتها لتحقيق أطماعها.