يحلم كل والد ووالدة ان يروا أبناءهم في تمام الصحة، معانقين النجاح والتوفيق في هذه الحياة، وحين ينال أي عارض من هذا الحلم يصاب الوالدين في مقتل، فهؤلاء الأبناء هم عصارة عمرهم وجهدهم ومنتهى أمانيهم .
وهذا ما حدث مع الحاج محمد ساحلي الذي نالت الألغام من 3 من أبنائه، وخلفت في قلبه جرحاً لا يشفى أبداً.. ثلاثة من أولاده كانوا ضحايا انفجارات ملغومة جوار منزلهم في قرية “العقدة “بعزلة بني حسن في مديرية عبس، شمال محافظة حجة.
وفي سياق الحديث عن هذا الجرح النازف، يقول الحاج محمد في تصريح خاص لمكتب مسام الإعلامي: “أول ضحية للألغام في أسرتي كان ولدي عبده، الذي انفجر به لغم قرب البيت وبترت يده في الحادثة، ثم بنتي إلهام الذي انفجر بها لغم بينما كانت تركب الحمار أثناء ذهابها لتزويد العائلة بالأكل في المزرعة ، وأسفر الحادث عن بتر أطرافها السفلية، ونال لغم أيضاً من ولدي الثالث عمر، قرب البيت وفارق الحياة، لقد خسرت طفلي للأبد ونفقت بعض المواشي والإبل ودمرت لي سيارتين في حوادث متفرقة.
وقد واصل الحاج محمد قائلاً: “نحن نعيش في خطر ونخاف على أطفالنا ومواشينا من انتشار الألغام حول قريتنا، حتى أننا أصبحنا لا نستطيع زراعة الأرض ولا القيام برعي المواشي، نخاف على حياتنا، وحتى الطفل عندما يخرج نفرح عند عودته إلى المنزل سالماً لأن منطقتنا كلها خطر ونحتاج مساعدة مسام للتخلص من هذه الألغام التي سلبت الأمن والراحة وضيقت علينا أرزاقنا وجعلتنا نخسر أحبتنا وخلفت في قلوبنا وجعاً لا يشفى”.
