مخلفات الحرب.. فخاخ تتربص بالأطفال في مخيمات النزوح باليمن

الألغام تفتك بالأطفال

تعتبر مخلفات الحرب، بما في ذلك الألغام والذخائر غير المنفجرة، من أخطر التحديات التي تواجه الأطفال العزل في مخيمات النزوح المنتشرة في عدة مناطق باليمن، مما يجعلها تشكل خطراً حقيقياً يحدق بحياتهم ويعرضهم للإصابات الخطيرة.
ومن مخيم السويداء بمحافظة مأرب، وجه الطفل خريص صالح رعيدان (13 عاماً)، رسالة مؤثرة إلى زملائه بالمخيم، حثَّهم فيها على عدم التلاعب بأي أجسام غريبة وعدم الاقتراب منها، بسبب التهديد الحقيقي الذي يمثله هذا النوع من المخلفات والذي قد يؤدي إلى خسارة أرواح الأطفال أو تعريضهم لإعاقات دائمة.
رسالة، يعود سببها إلى تعرض الطفل خريص لانفجار مقذوف غير منفجر، ما تسبب في إصابته بجروح خطيرة في يده وساقه اليسرى، واليوم وما زال خريص يتلقى العلاج الضروري لتلك الإصابات، وذلك بعد أن تم نقله إلى المركز الطبي المتخصص.

 فخاخ شيطانية مهلكة للأطفال

 

يروي الطفل خريص لمكتب مسام الإعلامي مأساته قائلاً: “في يوم الأحد 10 ديسمبر 2023، بعدما أنهيت اختباراً لإحدى المواد الدراسية للفصل الدراسي الأول، كنت في طريقي عائداً من المدرسة، وعندما كنت بالقرب من مخيم السويداء، اكتشفت قطعة غريبة وأخذتها بيدي للعب بها.. قمت بتكرار ضربها على حجر، وفجأة انفجرت بيدي اليمنى، مما تسبب في تمزيق أصابعي وإصابة ساقي اليسرى، لم أكن أدرك أنها مقذوف”.
وفي هذا السياق يقول صقر رعيدان، شقيق خريص: “لقد صدمت عندما سمعت بإصابة أخي بعد عودته من المدرسة، لقد نجا من الموت بأعجوبة بعد أن انفجر به المقذوف..”.
مأساة جعلت صقر يناشد الجهات المعنية والسلطات المحلية بضرورة العمل على تنفيذ حملات توعوية شاملة للنازحين في المخيمات ومناطق محافظة مأرب، بحيث يتم التركيز على أهمية تجنب الأجسام الغريبة والمشبوهة، وعدم العبث بها أو الاقتراب منها، والعمل على حماية حياة الأطفال وضمان سلامتهم من أي خطر أو تهديد قد يواجهونه.

 

دوامة المآسي مستمرة بحق الأطفال

 

وفي محافظة الحديدة غربي اليمن، أكدت مصادر محلية أن طفلاً أصيب الأربعاء بجسم منفجر، في مدينة حيس، جنوب محافظة الحديدة.
وقد أفادت هذه المصادر بأن الطفل عمر محمد يحيى كيعل (14 عاماً)، من أهالي قرية السبعة العُليا، عَثر على جسم منفجر أثناء رعي الأغنام قُرب مناطق خطوط التماس سابقاً، وقد انفجر بعمر حين كان يلعب به في مكان رعي الأغنام، ما أدى إلى بتر يده اليسرى بشكل مباشر.
وتجدر الإشارة إلى أن مخلفات الحرب لا تشكل خطراً فقط على الأطفال، بل تهدد أيضاً حياة الكثير من الأهالي الذين يعيشون في جميع المناطق المنكوبة بالألغام في اليمن، لكن الأطفال، بسبب طبيعتهم الفضولية وقلة خبرتهم بتلك المخلفات، يكونون أكثر عرضة للخطر، حيث عادة ما يظن الأطفال أن تلك المخلفات هي ألعاب أو أشياء جذابة تستحق الاستكشاف، وبالتالي يقتربون منها ويتعاملون معها بطريقة غير آمنة، مما يزيد احتمالية وقوع الحوادث وهو ماحدث بالضبط مع الطفل خريص وغيره الكثير من الأطفال الذين تعرضوا لمثل مثل هذه المآسي.

مخلفات الحرب.. فخاخ تتربص بالأطفال في مخيمات النزوح باليمن

مسام.. عمل إنساني مستمر

وأما هذه المآسي، يواصل مشروع مسام إيلاء أهمية كبيرة لجميع المناطق الآهلة بالسكان بشكل عام ومخيمات النزوح بشكل خاص، وقد كلف مشروع مسام فريقاً هندسياً بمهمة تأمين مخيم السويداء في مأرب، وتنفيذ حملة توعوية تستهدف سكان المخيم بصورة عامة، بما في ذلك الأطفال، وتم توزيع منشورات توعوية تحتوي على نماذج للألغام والقذائف المختلفة وطرق تجنبها وأهمية الإبلاغ عنها.

ومنذ بدء أعمال مشروع مسام الإنسانية في اليمن، تمكنت الفرق الهندسية من تأمين مناطق واسعة في مختلف المحافظات اليمنية، وقد تم حتى الآن نزع أكثر من 424 ألف لغم وعبوة ناسفة وقذيفة غير منفجرة، وما زالت جهود فرق مشروع مسام مستمرة بتفانٍ وعزيمة لتحقيق هدفها الإنساني ولبلوغ مرحلة يمن خالٍ من الألغام توفيرفيه بيئة آمنة لإعادة الإعمار والتنمية في المناطق المتضررة من علب الموت الملغومة.

شارك المقال

واتس اب
لينكد إن
تويتر
الفيسبوك