في بلد أنهكته الحرب وتفشت فيه الأمية، يقود مشروع “مسام” السعودي لنزع الألغام – اليمن واحدة من أهم مبادرات التوعية بمخاطر المتفجرات، عبر برامج مصممة لتصل إلى كل فئات المجتمع، بما فيهم من لم يتلقوا التعليم.
تُظهر قصة أحمد الأشعري، عامل الخردة في مديرية الخوخة بمحافظة الحديدة، كيف غيّرت جلسات التوعية حياة الناس. يقول أحمد: “كنا أميين وخائفين، أما الآن فعندما نعثر على جسم مشبوه نُبلغ فورًا فريق مسام”.
هذا التحول يعكس أهمية توجيه التوعية نحو الفئات الأكثر عرضة للخطر، خصوصًا في بلد تبلغ فيه نسبة الأمية نحو 46%.
ويؤكد نائب المدير العام للمشروع، ريتيف هورن، أن “التوعية ليست نصائح مكتوبة فقط، بل رسائل بصرية يجب أن يفهمها الجميع”، مشيراً إلى أن المشروع يستخدم رموزاً ورسومات كبيرة وألواناً واضحة في لافتات التحذير، لتكون مفهومة حتى لضعاف البصر أو الأميين.
من خلال ندوات تُعقد في المدارس والمساجد والأسواق ومخيمات النازحين، استطاع “مسام” خلال عام 2024 التواصل مع أكثر من عشرة آلاف مدني من الرجال والنساء والأطفال.
ويقول المدير العام للمشروع، أسامة القصيبي، إن الشمول ليس خياراً بل ضرورة: “إذا اقتصرنا على المتعلمين، فإننا نخذل الأكثر عرضة للخطر”.
من الحديدة إلى حجة وتعز، ساهمت الجهود التوعوية في إنقاذ أرواح مدنيين كثر ومنع حوادث قاتلة، لترسخ تجربة “مسام” نموذجًا دوليًا في الدمج بين إزالة الألغام ونشر الوعي الوقائي.

 
															