الأخبار
أجرمت مليشيا الحوثي في زراعة الألغام، حتى باتت أبرز أسلحتها، فلا تنسحب هذه الجماعة من مكان حتى تجعله مكانا منكوبا بألاف الألغام والعبوات الناسفة، حيث حولت مديريات الساحل الغربي إلى واحد من أكبر حقول الألغام في العالم.
وإيمانا بحق الإنسان في العيش بسلام يكافح المشروع السعودي مسام في الصحاري والجبال لتأمين حياة اليمنيين والتخفيف من حجم المأساة التي خلفتها ألغام الحوثيين في أجسادهم ومشاعرهم وتمكينهم من العودة إلى مناطقهم بشكل أمن.
ففي منطقة الرمة التابعة لمديرية المخا تمكن مشروع مسام من إعادة الأمل لـ3 آلاف أسرة نازحة بعد أن تم تأمين مساكنهم ومزارعهم من آلاف الألغام والعبوات الناسفة.
وفي تصريح خاص بمكتب مسام الإعلامي، أكد قائد الفريق 17 مسام العقيد حسان سالم الجهوري أن منطقة الرمة من أكبر المناطق في مديرية المخا الموبوءة بالألغام بشكل كثيف وعشوائي، وهي عبارة عن تجمعات سكنية تصل مساحتها إلى 20 كيلو مترا مربع وفيها أكثر من 250 مزرعة.
وقال العقيد الجهوري إن فريقه باشر العمل في منطقة الرمة في يوليو 2018 وتمكن حتى الآن من تطهير أكثر من 14 حقل ومنطقة ملغومة، وأن إجمالي ماتم نزعه من تلك الحقول يصل إلى 2500 لغم وعبوة ناسفة،، مضيفا أن الفريق استطاع خلال فترة عمله من تطبيع الحياة، وإعادة أكثر من 3 آلاف أسرة نازحة إلى منازلهم سالمين.
وأضاف قائد الفريق 17 مسام أن جميع الألغام التي تم نزعها من منطقة الرمة هي ألغام أرضية إيرانية الصنع استهدفت بها مليشيات الحوثي حياة المدنيين ومصادر عيشهم، مشيرا إلى أن فريقه وصل إلى منطقة الرمة وهي خالية من السكان بشكل كامل بسبب الألغام التي فتكت بحياة المئات منهم.
وأضاف أن الحقل الذي يعمل فريقه حاليا على تأمينه هو الحقل رقم 10 وتصل مساحته إلى 55 ألف متر مربع نزع الفريق منه حتى الآن 150 لغما مضاد للأفراد.
لأكثر من عامين ظلت منطقة الرمة المأهولة بالسكان شبه ميتة بسبب المأسي التي خلفتها الألغام بحق المدنيين، فكان النزوح هو الخيار الوحيد أمام السكان المحليين لتأمين حياتهم من الموت المدفون تحت الأرض.
وفي لقاء خاص بمكتب مسام الإعلامي، يقول الشيخ القلعوم محمد زيد، شيخ منطقة الرمة “أراد الحوثيون بألغامهم القضاء على كل من تطئ قدمه الأرض، سواء كان بشر او من الحيوان”.
وأكد الشيخ القلعوم أن الألغام تسببت في مقتل العشرات من المواطنين أثناء محاولتهم النزوح من ويلات الحرب وإرهاب الموت المدفون.
وذكر الشيخ القلعوم أن الكثير من المواطنين اختار مشقة النزوح هربا بأنفسهم وأطفالهم وعائلاتهم من مصائد الموت التي تتربص بهم، مشيرا إلى أن الحوثيين حولوا المنطقة إلى كتلة من المتفجرات.
وعن دور مشروع مسام، أكد شيخ منطقة الرمة أن فرق مسام الهندسية أعادت الأمل للسكان المحليين، ومكنتهم من العودة إلى منازلهم ومزارعهم لتتحول حقول الموت إلى حقول حياة.