أكد وزير المياه والبيئة اليمني المهندس توفيق الشرجبي، أن مشروع مسام لنزع الألغام في اليمن ساهم في التخفيف من آثار وتداعيات الكوارث الإنسانية والبيئية التي افتعلتها المليشيات الحوثية من خلال زراعة الألغام، وذلك في المناطق المحررة، حيث نجح برنامج مسام السعودي لنزع الألغام بالتعاون مع الحكومة اليمنية في نزع كميات كبيرة من الألغام في مناطق الساحل الغربي ومحافظات تعز ومأرب وشبوة وحريب وغيرها من المناطق اليمنية، موجها التحية لجهود فريق مشروع مسام السعودي كونه بالفعل قدم خدمة كبيرة في هذا الجانب وله جهد كبير يستحق منا كل التقدير.
وقال وزير البيئة اليمني خلال مقابلة نشرتها جريدة “الرياض” إنه وللأسف الشديد دأبت الميليشيات الحوثية على زراعة الألغام على نطاق واسع وبشكل عشوائي في معظم المناطق التي دخلتها أو حتى فشلت في دخولها، وذلك على مدى سنوات الحرب، حيث أن معظم هذه الألغام زرعت في مناطق آهلة بالسكان، وفي الطرقات والأراضي الزراعية والقرى والحقول بل وزرعت الألغام في باطن الأسفلت والصحاري المتاخمة للطرقات السريعة، في صورة أشبه ما يكون بنشر وباء فيروسي.
وأضاف الوزير الشرجبي أنه لا يخفى على أحد أن زراعة الألغام بهذه الصورة الوبائية الكارثية، دون وجود أي ضرورات عسكرية مباشرة لذلك، وفي مناطق مدنية مكتظة بالسكان، وبلا خرائط، إنما تكشف عن طبيعة هذه المليشيات من خلال هذا العمل الذي يستهدف المدنيين الأبرياء، وكأنها تسابق الزمن في حرب إبادة مستمرة للقضاء على أكبر عدد ممكن من أبناء شعبنا.
وأوضح الوزير الشرجبي أن هذه الألغام أثرت بشكل كبير على حركة المواطنين ومنعت الكثيرين من الوصول إلى حقولهم ومزارعهم وأراضيهم، بسبب تلغيمها من قبل المليشيات الحوثية، وبالتالي، تعطل وتوقف عملية الزراعة في هكتارات واسعة من الأراضي الزراعية التي أصبح بعضها أرضاً بوراً بسبب توقف الفلاحة فيها، وآثار ذلك من الناحية الاقتصادية والمعيشية، حتى بلغ نسبة انخفاض الأراضي الزراعية في اليمن قبل نحو عامين إلى ما يزيد عن 20% من إجمالي الأراضي الزراعية المنتجة قبل الحرب. ولقد كانت لهذه المعضلة آثارا كبيرة طالت عدة مجالات إنسانية من بينها إعاقة عملية التنقل، ووفاة وجرح الآلاف من المواطنين وتوقف الحركة الاقتصادية في بعض المناطق، وتعطل النشاط الزراعي… إلخ، ما تسبب في العديد من الآثار والتداعيات.
