الألغام تستهدف 344 مدرسة في 6 محافظات يمنية

344 مدرسة في 6 محافظات يمنية استهدفتها الألغام

تعيش اليمن وضعا تعليمياً متدهوراً بسبب تدمير المدارس جراء الألغام والعبوات الناسفة، التي استباحتها هذه العلب المنفجرة وحولتها إلى أماكن للموت والخوف والهلع، ووفقًا لمعلومات حصل عليها مكتب مسام الاعلامي، فقد استهدفت هذه الألغام 344 مدرسة في 6 محافظات يمنية، ما أدى إلى إصابة عدد كبير من الطلاب والمعلمين وتعطيل عملية التعليم في هذه المناطق.

أوضاع مأساوية سببتها هذه الألغام التي ضربت حول المدارس وفي ساحاتها الداخلية وفصولها سلاسل من نار وموت، وسيناريوهات مرهبة للهلاك حاكها زراع الألغام الذين تعمدوا نثر هذه الألغام في هذه الفضاءات التعليمية بأعداد فلكية وعشوائية فجة وتمويهات محكمة، حتى يتم إيقاع أكبر عدد من الضحايا، بعد بث الرعب فيهم، بعدم التفكير بالعودة أبداً لهذه المدارس الملغومة.

مئات المدارس أسيرة للألغام

العديد من المدارس اليمنية في عدة محافظات، باتت حبيسة أطواق الألغام وقد تحولت إلى ساحات لسفك دماء الأبرياء.
ففي محافظة تعز، جنوب غرب اليمن، تم تلغيم 85 مدرسة، حيث تعرضت 30 مدرسة للتدمير الكامل، و55 مدرسة للتدمير الجزئي.
ووفقاً لمشرف فرق مشروع مسام بتعز، فإن عدد ضحايا الألغام يصل إلى 221 طالباً وطالبة، بينهم قتلى وجرحى.
وفي محافظة مأرب، شمال شرق البلاد، والتي تحتضن أكبر تجمع للنازحين في اليمن بمعدل يصل إلى 60٪ من النازحين الموزعين على أكثر من 200 مخيم، تسببت الألغام بحسب تقرير حقوقي صادر عن مكتب حقوق الانسان بالمحافظة في حرمان أكثر من 54 ألف طالباً وطالبة من حقهم في التعليم بعد استهدافها لـ195 منشأة تعليمية في المحافظة.

وتكشف الأرقام التي رصدها المكتب استهداف ميليشيات الحوثي لهذه المنشآت التعليمية في مأرب بالقصف بالصواريخ أو التفجير أو الاقتحام والاستخدام العسكري، وقد أدى هذا الاستهداف إلى تدمير كامل لـ21 منشأة تعليمية وتدمير جزئي لـ78 مدرسة ومنشأة تعليمية، وتم استخدام عدد 35 مدرسة تعليمية للأعمال العسكرية والتدريب وتخزين الأسلحة والألغام. ولا تزال تستخدم في الأعمال العسكرية.

آلاف الطلاب بلا مدارس

ويشار إلى أن الاستهداف الممنهج للمؤسسات التعليمية في مأرب، قد أدى إلى حرمان أكثر من 54 ألف طالباً وطالبة، فيما عاد حوالي 10 آلاف طالباً وطالبة إلى مقاعد الدراسة سواء في مناطقهم الأصلية أو مناطق نزوحهم في مدارس بديلة لمدارسهم.

وفي محافظة الحديدة، غرب اليمن، تم تلغيم 22 مدرسة، حيث تم تفجير 13 مدرسة بشكل كامل، وتدمير 3 مدارس جزئيًا.

ومن الجدير بالذكر أن فرق مشروع مسام تمكنت من تأمين 6 مدارس وإزالة العبوات الناسفة من داخل الفصول الدراسية.

أما في محافظة شبوة، جنوب اليمن، فقد تم تلغيم 21 مدرسة، حيث تم زرع العبوات الناسفة والألغام داخل الفصول الدراسية وعلى الطرق المؤدية إليها، وتشمل هذه الأعداد 15 مدرسة في مديرية عين و6 مدارس في مديريتي عسيلان وبيحان.

وبفضل جهود فرق مشروع مسام، الذي قام بتأمين جميع المدارس، وتم استئناف العملية التعليمية بشكل طبيعي في تلك المديريات.

وقد تسببت الألغام في محافظة حجة، شمال غرب اليمن في تدمير 18 مدرسة، حيث دمرت معظمها بالكامل، وقد شمل التدمير8 مدارس في مديرية حيران، منها 7 مدارس تم تدميرها بشكل كلي.

وقد أدى هذا الاستهداف إلى حرمان 5045 طالباً وطالبة موزعين على خمس مناطق سكنية بمدينة حيران.

كما تعرضت 6 مدارس للتدمير في مديرية ميدي و3 مدارس في مدينة حرض، بالإضافة إلى مدرسة واحدة في مديرية بني حسن.

وفي محافظة الجوف، شمال شرق اليمن، تعرضت 3 مدارس للتلغيم، مما أدى إلى تعطيل التعليم وانقطاع 2500 طالب وطالبة عن التحصيل العلمي.

ووفقًا لمكتب حقوق الإنسان في المحافظة، فقد تسببت الألغام في إصابة 18 معلمًا و18 طالبًا وطالبة.

ويعد تدمير المدارس بسبب الألغام والعبوات الناسفة كارثة تعليمية في اليمن.

وقد تضررت العديد من المدارس في محافظات تعز ومأرب والحديدة وشبوة وحجة والجوف، مما أدى إلى إصابة العديد من الطلاب والمعلمين وتعطيل عملية التعليم.

وفي هذا السياق، يؤكد نائب وزير التربية والتعليم اليمني الدكتور علي العباب، أن ما يقارب 400 مدرسة في عدة محافظات يمنية تضررت بالألغام وأن الآلاف من الطلاب تسربوا أو انقطعوا عن التعليم بسبب خوف أهاليهم من أن يقعوا ضحايا للألغام المزروعة في الطرق المؤدية إلى المدارس وخاصة بعد تعرض المئات منهم للموت أو الإعاقة.

ويضيف العباب أن المئات من المدارس خرجت عن الجاهزية بسبب تفجيرها بشكل كلي بالألغام والعبوات الناسفة، أو تحويل البعض منها إلى ثكنات عسكرية ومخازن للمتفجرات.

كما أشار نائب وزير التربية والتعليم إلى أن حركة النزوح الكثيفة للأهالي من المناطق الملغومة إلى مناطق آمنة، قد أثرت أيضاً بشكل كبير على مخرجات التعليم، وتسببت حركات النزوح الكبيرة التي تشهدها عدة محافظات، أهمها مأرب والجوف وتعز والحديدة، في ازدحام كبير للطلاب في المدارس الحكومية واللجوء إلى استخدام فصول دراسية بديلة غير مناسبة للتعليم، بل إن أغلبها يفتقر إلى أدنى الوسائل التعليمية التي تجذب الطلاب، وخاصة في مخيمات النازحين.

ونوه العباب إلى أن ميليشيات الحوثي عملت على توظيف الدعم الدولي المخصص لدعم التعليم في تجنيد الطلاب وتدريب البعض منهم على عملية صناعة الألغام وزراعتها.

مسام بلسم المرافق التعليمية اليمنية

وأضاف نائب وزير التربية والتعليم اليمني الدكتور علي العباب أن مشروع مسام استطاع خلال السنوات الماضية من عمله الإنساني في اليمن تأمين عدد كبير من المدارس في عدة محافظات وإعادة العملية التعليمية إليها، والحد من تسرب عدد كبير من الطلاب من المقاعد الدراسية.

مؤكداً أن الحق في التعليم يجب أن يكون محمياً ومضموناً لجميع الأطفال في اليمن، كما يجب أن تتحرك الجهات المحلية والدولية للحفاظ على هذا الحق الأساسي.

شارك المقال

واتس اب
لينكد إن
تويتر
الفيسبوك