الأخبار
توحش وباء الألغام في اليمن، بات ظاهرة يقينية وموثقة بالصورة والصوت ومرصودة بلغة الأرقام ومخضبة بدماء ضحاياه، فلا أحد يمكن أن يشكك قيد أنملة أن صنيع الألغام في اليمن جريمة نكراء ترقي لمصاف الكارثة الإنسانية الحقيقية.
فالبشر والحجر، الناس والدواب وحتى منابع المياه ومصادر القوت والزرع والنسل والحاضر والمستقبل وغيرهم من مرافق الحياة الحيوية، استهدفت جميعها بفخاخ الموت المتفجر في اليمن دون رحمة أو تفرقة، والهدف من هذا الاستهداف كان ولازال إيقاع أكبر عدد من الضحايا وإلحاق أكبر قدر من الأذى الدموي.
وهو واقع وقف في وجهه مشروع مسام لنزع الألغام، بقوة وبسالة وتحد كبير متسلحا بسلاح الخبرة وحب العطاء والوفاء اللامحدود لنداء الإنسانية، وهي أسلحة معنوية كانت وقودا ملتهبا حرك همة أعضاء هذا المشروع الإنساني، حتى حقق نتائج مشرفة في عدة ربوع من أرض اليمن المسكونة بالألغام.
وهذه المرة حمل قائد الفريق 25 مسام المهندس عبد الخالق أبو حاتم، أخبارا طيبة وواعدة لأهالي منطقة الضويحة التابعة لمديرية موزع بمحافظة تعز، بعد تمكن فريقه من تأمين 80٪ من مساحة هذه المنطقة.
وفي هذا السياق، قال المهندس عبد الخالق أن فريقه كلف بالعمل في منطقة الضويحة في أغسطس الماضي بعد تلقيه بلاغات بسقوط قتلى وجرحى من سكان المنطقة جراء انفجار ألغام زرعتها مليشيات الحوثي بين الأشجار.
كما أشار عبد الخالق أن فريقه تمكن من نزع وإتلاف أكثر من 60 لغم أرضي كانت جميعها مزروعة في أماكن احتطاب المواطنين ومناطق رعي مواشيهم ومداخل الطرق المؤدية إلى منازلهم.
من جهة أخرى، بين المهندس عبد الخالق أن عمل الفريق 25 مسام لا يقتصر على تأمين الحقول والمناطق الملغومة بل إن فريقه يقوم بالاستجابة لأي بلاغات من قبل السكان المحليين تفيد بعثورهم على ألغام خارج نطاق عمل الفريق، وفورا يتم الاستجابة للبلاغ والنزول لأي منطقة عثر فيها على فخاخ الموت المتفجر لتأمينها بهدف الحد من سقوط ضحايا وحماية حياة المدنيين.