الأخبار
تخلف الألغام خسائر على جميع المستويات وخاصة على المستوى الإنساني حيث تحصد مئات الأرواح، أما في حالة النجاة فإن الأمر لا يخلو من بتر أحد الأطراف والخضوع لرحلة تأهيل بدني طويلة الأمد.
وفي محاولة لإنهاء هذه المعاناة تم إبرام اتفاقية دولية لتجريم زراعة الألغام بإشراف الأمم المتحدة، ودأبت دول العالم على الاحتفال بهذا اليوم سنويا، لكن هذه السنة تأتي المناسبة في ظل صمت دولي على ما ترتكبه ميليشيا الحوثي من جرائم في حق الشعب اليمني بزراعتها لكم هائل من الألغام خلال الثلاث السنوات الماضية وهو المعدل الأعلى منذ الحرب العالمية الثانية.
كما تم إقرار يوم الرابع من أبريل يوما عالميا للتوعية بمخاطر الألغام، وقد احتفلت محافظة مأرب اليمنية هذه السنة بفعاليات هذا اليوم برعاية المشروع السعودي لنزع الألغام “مسام” الذي أعاد الأمل إلى اليمنيين بتطهير أرضهم من الألغام والعبوات الناسفة.
ففي كلمة ألقاها مساعد المدير العام لمشروع مسام خالد العتيبي، خلال الإحتفال الذي أقيم بالمحافظة إحتفاء باليوم العالمي للتوعية بمخاطر الألغام، أكد أن فرق مسام البالغة 32 فريق تمكنت من انتزاع 55 ألف لغم وعبوة ناسفة.
هذه الجهود ألهمت طالبات المدارس للمساهمة في عملية التوعية عن طريق معرض للصور والمجسمات تعبيرا عن حالة الوعي المجتمعي.
من جهة أخرى، ناشد وكيل أول محافظة مأرب، علي الفاطمي، المجتمع الدولي إلى إيلاء الملف اليمني الأهمية اللازمة والالتفات إلى الخطر الكبير الذي يهدد حياة اليمنيين حاضرا ومستقبلا بسبب الألغام التي طمرتها الميليشيات الحوثية المدعومة من إيران، معتبرا هذا الفعل جريمة حرب داعيا إلى تقديم الدعم من أجل التمكن من التخلص من آفة الألغام وتجنيب اليمن نتائج كارثية، مشيرا إلى أن اليمنيين باتوا أمام خيار وحيد وهو الإصطفاف خلف القيادة الشرعية حتى يتمكنوا من استعادة دولتهم وأمنهم و استقرارهم وكرامتهم.
كما أشاد الفاطمي بالدور الإنساني الكبير لمركز الملك سلمان للإغاثة والأعمال الإنسانية والذي كان مشروع “مسام” لنزع الألغام في اليمن واحدا من أعماله الإنسانية، معربا عن تقدير الشعب اليمني للتحالف العربي بقيادة المملكة العربية السعودية لدعمه لليمنيين حتى يتمكنوا من استعادة دولتهم.
وخلال الاحتفالية، كشف رئيس منظمة هود سليم علاو في كلمته أن آخر الإحصائيات لضحايا الألغام من المدنيين المسجلة بلغت 2584 ضحية بين قتيل وجريح بينهم نساء وأطفال.
إن المجهودات المبذولة من قبل مشروع مسام لتخفيف أوزار الحرب الحوثية المستهدفة للشعب اليمني تتطلب دعما دوليا لتحقيق أهدافها المنشودة لكن هذا لم يتحقق في ظل ممارسة الأمم المتحدة لسياسة غض الطرف.