الأخبار
اليمن الساحة المفتوحة على الموت فقد احتلت الألغام مساحات واسعة منه حتى بات التنقل في هذا البلد شبيه برحلة موت لا يعلم المار في ثنايا طرقاته متى يفاجئه الموت ويضحك في وجهه ضحكة الساخر.
فلقد دأبت ميليشيات الحوثي على تعريض حياة اليمنيين للخطر من خلال زرع كميات كبيرة من الألغام على نطاق واسع حتى صار يطلق على اليمن تسمية “البلد الملغوم” أين يعاني سكان المناطق الويلات جراء هذا البلاء.
مآسي رهيبة يشهدها اليمن بسبب الألغام حيث زادت نسبة الفقر إلى حوالي 80% من السكان فضلا عن إسهامها في ارتفاع أسعار السلع بشكل جنوني وعدم إمكانية وصول المساعدات لمستحقيها وهو ما انجر عنه نقص في الطعام وسوء التغذية وانتشار الأوبئة.
وهذا ما أكدته منسقة الأمم المتحدة للشؤون الإنسانية ليز غراندي بقولها إن اليمن يشهد أسوأ أزمة للأمن الغذائي في العالم وإحدى أسوء حالات تفشي الكوليرا في التاريخ الحديث.
لكن رغم هذه الكوارث مازالت الميليشيات الحوثية تواصل زرعها للألغام، بل صارت تتفنن فيها بإدخال تعديلات عليها حتى تكون أكثر فتكا غير عابئة بكل الاتفاقيات والقوانين الدولية، وكانت وسائل إعلام عسكرية تابعة لهم قد أكدت استخدام قواتها للألغام الأرضية والألغام البحرية حيث تباهت القنوات الإعلامية الحوثية على يوتيوب باستعمال الألغام الأرضية في المناطق التي وثقت فيها هيومن رايتس ووتش الخسائر من المدنيين مثل الحديدة والتحيتا فضلا عن استخدام الألغام البحرية.
وقد روجت قناة “البأس اليماني” الإعلامية صورا ومقاطع فيديو لغواصين بحريين حوثيين بجوار ألغام بحرية من طراز “مرصاد” ظهر بشكل بارز عليها أنها صنعت في اليمن.
كما تلقت منظمة هيومن رايتس ووتش صورا لألغام بحرية يمنية الصنع كانت قد حصلت عليها فرق إزالة الألغام. وفي هذا الصدد أكد المدير العام لمشروع مسام أسامة القصيبي في مداخلة هاتفية مع قناة”سهيل” الفضائية أن الألغام التي تستعملها ميليشيا الحوثي معلومة المصدر فهي إما محلية الصنع أو مستوردة من إيران.
وتتسبب زراعة الموت هذه في إعاقة عمل المنظمات الإنسانية، حيث أعرب عمال الإغاثة عن استيائهم من الانتشار الواسع للألغام التي منعتهم من السير على الطرق الغير المعبدة للوصول إلى المجتمعات المحتاجة في عديد المناطق الساحلية الغربية بما فيها موزع والوازعية والمخا والتحيتا، فالسفر على الطرق في المناطق الملغومة خطير وهو أكده مشروع رصد الأثر المدني الذي ذكر أن نصف الـ39 حادثة لغم أرضي المبلغ عنها في الحديدة عام 2018 كانت على الطرق وأسفرت عن وفاة 146 مدنيا.
هذا وتسببت الألغام الأرضية في المزارع في قتل وإصابة العشرات من المدنيين بإصابات خطيرة ومنع آخرين من الحصول على الإسعافات والطعام أو كسب المال وحرمتهم من حصاد محاصيلهم ومن ماشيتهم.
وكانت الفرق الإنسانية قد عثرت على أدلة تثبت تورط الحوثيين في زرع الساحل الغربي بما فيها الزهيري والمخا والحيمة والخوخة إضافة إلى محطة المياه الرئيسية في مديرية التحيتا.
الحوثيون لم يتركوا مكانا في اليمن إلا وكانت لهم بصمة غير إنسانية فيه فهم يسعون بكل جهدهم إلى تدمير هذا البلد وإركاعه لهم حتى وإن كان الثمن تسويته بالأرض غير عابئين بأنين المصابين وبعويل الأرامل واليتامى ولا ببكاء الشباب على أطلال مستقبلهم الذي تحول إلى ركام بسبب تعنت هذه الجماعة وغطرستها.
كما لم تتوان الميليشيات في تفخيخ جامعة الحديدة وزراعة الألغام داخل أروقتها وهو ما أيده البرلماني المؤيد للحوثيين عبده بشر خلال مداخلة في مجلس النواب الغير الشرعي بصنعاء بقوله إنه زار كلية الطب في جامعة الحديدة ورأى الألغام مزروعة عن يمينه وشماله داخل الكلية.
هذا الأسلوب المتبع من قبل هذه الحركة الانقلابية ما هو إلا وسيلة لتضييق الخناق على اليمنيين حتى يرضخوا لطلباتهم في محاولة يائسة لإخضاعهم لحكمها.
لكن رغم الوضع القاتم الذي يعيشه اليمن إلا أنه مازال هناك بؤرة ضوء تمد اليمنيين بالأمل متمثلة في مشروع مسام الذي يعمل بصفة دؤوبة لنزع الشوكة المغروسة في الجسد اليمني ولإنقاذ أرواح سكانه.