الأخبار
لا شك أن وجود ما يقدر بنحو مليون لغم في الأراضي اليمنية يعد مشكلة كبيرة لهذا البلد الذي يرزح تحت الغطرسة الحوثية الممعنة في دمويتها.. مأساة حقيقية خلقتها ميليشيا الحوثي.
مصائد الموت هذه لم ترحم لا نساء و لا أطفالا ولا شيوخ.. مخلفة وراءها أكثر من 10 آلاف معاق وهو علامة واضحة على بشاعة المخطط الانقلابي الحوثي.
بيد أن أبطال الفرق الهندسية التابعة لمشروع مسام تواصل تصديها لهذا الإجرام الحوثي الموغل في وحشيته، إذ نجحت الفرق الميدانية لمشروع مسام خلال الأسبوع الرابع من شهر أبريل في نزع 2321 لغما وذخيرة غير منفجرة وتوزعت كالتالي: 1018 لغما مضادا للدبابات، 24 لغما مضادا للأفراد، 197 عبوة ناسفة و1082 ذخيرة غير منفجرة ليبلغ مجموع ما تم نزعه من فخاخ الموت الحوثية منذ بداية هذا الشهر إلى 10942 وليصل مجموع ما تم التخلص منه منذ بداية عمل المشروع إلى غاية 25 من أبريل 63719 لغما وذخيرة غير منفجرة.
رحلة تأمين الحياة التي تخوضها الفرق التابعة لمشروع مسام وسط موت يترصدهم في كل ثانية تبين نبل العمل الذي يقومون به.
لقد اختاروا طريق الموت لإبعاد شبحه عن سكان اليمن غير أن جسارتهم كلفت بعضهم حياته فقد استشهد يوم الخميس الماضي 7 خبراء من الفرقتين 26 و30 المكلفتين بنزع وتجميع الألغام في المخا بتعز إثر انفجار هز مخزن تجميع مخلفات الألغام والقذائف وهم عبد الباقي محمد حسن محمد، طلال محمد أحمد الجندي، نبيل محمد صالح سعيد، رشيد كريف حسين، أحمد محمد سعيد علي، عادل ثابت شائع ومحمد حسن سالم العمودي ليصل عدد خبراء مشروع مسام الذين قضوا نحبهم ثمنا لهدفهم النبيل 19 شهيدا.. هؤلاء الأبطال قدموا حياتهم فداءا لعمل آمنوا به.
وكان مدير عام مشروع مسام السيد أسامة القصيبي قد وصل إلى العاصمة اليمنية المؤقتة عدن في زيارة تهدف إلى الاطلاع عن سير عمل الفرق الهندسية التابعة للمشروع في مديريات الساحل الغربي وكذلك لفتح تحقيق في الحادث الأليم الذي أودى بحياة 7 من مهندسي المشروع.
فعندما يبعث مشروع مثل مسام ليس له الهدف سوى نزع الألغام من مناطق ذاقت مرارة وجود هذه البلية على أراضيها فذلك يستدعي وقفة تأمل. فهذا المشروع السعودي يسعى إلى تقليص عدد ضحايا الألغام.. فهو شبح لا يكتفي بملاحقة حاضر اليمنيين بل يتجاوزه لمستقبلهم.
وكان وزير الإعلام اليمني معمر الإرياني قد ثمن جهود المملكة العربية السعودية في دعم وإسناد اليمن سياسيا واقتصاديا وإنسانيا.
وأشاد بدور مشروع مسام لنزع الألغام والحد من مخاطرها داعيا في الوقت نفسه المجتمع الدولي والمبعوث الخاص لليمن لممارسة ضغط على الميليشيا الانقلابية لوقف زراعة الألغام تنفيذا للقوانين والاتفاقيات الدولية ذات الصلة.
كما تقدم الإرياني في تغريدة له على صفحته في تويتر بأحر التعازي وخالص المواساة إلى الإدارة وكافة العاملين في مشروع مسام السعودي وأسر وأهالي الخبراء السبعة الذين استشهدوا خلال قيامهم بعملهم في المخا.
فيما نعى مجلس الوزراء اليمني الخبراء الضحايا في بيان صحفي معبرين عن لفريق نزع الألغام وأسر وذوي الضحايا عن مشاطرتهم لهم لأحزانهم في رحيل وخسارة كوكبة من كفاءات كرسوا وأفنوا حياتهم في سبيل الانتصار لقيم ومبادئ الإنسانية وحب الخير للآخرين من خلال تحمل الصعاب ومواجهة التحديات لتوفير بيئة آمنة خالية من الألغام لضمان سلامة الشعب اليمني من ألغام جماعة الحوثي الانقلابية المدعومة من إيران.
هذا الحادث الأليم يبين مدى بشاعة المخطط الانقلابي الحوثي باستمراره في زراعة الألغام المحظورة دوليا والتي تحصد الآلاف من أرواح المدنيين غالبيتهم من النساء والأطفال في جريمة حرب لم يشهدها التاريخ منذ الحرب العالمية الثانية.
فإصرار الميليشيات الحوثية على مواصلة انتهاكاتها وجرائمها يؤكد بوضوح مضيها في تفخيخ طريق السلام واستمرارها في سفك دماء اليمنيين والمقامرة بحياتهم وتهديد منابع الحياة وذلك خدمة لأجندات إقليمية معلومة.
فقد تعمد الحوثيون زراعة الألغام بشكل عشوائي في الطرقات، المزارع، والمناطق السكنية للإيقاع بأكبر عدد ممكن من المدنيين.
لكن رغم الكوارث التي ألحقتها هذه الفئة الضالة بالبشر والحجر فإن أيادي الشر الحوثية لم تنل من عزيمة القائمين على مشروع مسام ولا من عزيمة العاملين فيه المتشبثين بتحقيق هدفهم وهو “حياة بلا ألغام“، غير أن الأشباح الحوثية المطمورة على الأراضي اليمنية مثلت ومازالت قضية مؤرقة لليمنيين.
لكن إحداث مشروع مسام خفف من وطأتها وبعث الأمل في نفوس هذا الشعب الذي يعاني الويلات من الإجرام الوحشي الحوثي وذلك بتصديه للعدو المباشرة لحياة اليمنيين المتمثل في الألغام رغم الضريبة التي يدفعها في كل مرة من أرواح عامليه.