في بلد أنهكته الحروب وتفشت فيه الأمية، تحول الخوف من الألغام إلى وعي جمعي بفضل جهود مشروع “مسام” لنزع الألغام – اليمن.
فأحمد الأشعري، عامل الخردة في مديرية الخوخة بمحافظة الحديدة، كان حتى وقت قريب يواجه الخطر دون إدراك حقيقي لعواقبه. اليوم، وبعد ندوات التوعية التي نظمها المشروع، أصبح يدرك كيف يتصرف عند العثور على أجسام مشبوهة، ويُبلغ عنها بدلًا من التعامل معها مباشرة.
تعكس تجربة أحمد واقعاً واسع الانتشار في اليمن، حيث تسببت الحرب الطويلة في انهيار التعليم وانتشار الأمية، إذ لا يجيد نصف السكان تقريباً القراءة والكتابة. وبين ضعف البصر وانعدام الخدمات الأساسية، كانت حملات التوعية التقليدية عاجزة عن الوصول إلى الجميع.
لكن مشروع “مسام” اعتمد نهجاً مبتكراً وشاملاً: من مدارس ومساجد وأسواق ومخيمات نازحين، إلى ملصقات واضحة برسوم وألوان يمكن فهمها حتى لمن لا يقرأون.
ويؤكد نائب مدير المشروع، ريتيف هورن، أن التوعية ليست مجرد كلمات، بل وسيلة إنقاذ حقيقية، مضيفاً: “نعمل من خلال القادة والمعلمين وأفراد المجتمع المحلي لضمان وصول رسائلنا للجميع”.
ومع أكثر من عشرة آلاف مدني تم توعيتهم خلال عام 2024، يثبت مشروع مسام أن الشمول في التوعية ليس رفاهية، بل ضرورة لإنقاذ الأرواح وإعادة بناء الثقة في بلد أنهكته الحروب.

