من الخوف إلى الفهم.. كيف غير الوعي حياة أحمد ورضوى في اليمن؟

1_wDOxFZDUeEj_BzYJTv7MTQ

في أحد أسواق الخوخة الساحلية، كان أحمد الأشعري يتعامل يوميًا مع بقايا الحديد والخردة، دون أن يدرك أن بين يديه ربما تختبئ بقايا حرب قاتلة.

“كنا أميين وخائفين”، يقول أحمد وهو يروي كيف كان يلمس المقذوفات لبيعها بثمن زهيد. لكن حياتَه تغيّرت بعد أن حضر جلسة توعية نظمها مشروع “مسام”. اليوم، حين يجد جسمًا مشبوهًا، لا يتردد في إبلاغ الفريق المختص بدلًا من المجازفة.

وفي محافظة الضالع، تعلّمت الطفلة رضوى الجيني (ثماني سنوات) أن الرسوم الموجودة على ملصقات التوعية ليست مجرد صور. فعندما رأت لغمًا مشابهًا لما شاهدته في المدرسة، قررت عدم لمسه. اتصلت بوالدها، الذي بدوره أبلغ فريق إزالة الألغام. بعد ساعات، أُزيل اللغم بأمان.

تقول رضوى بفخر: “تعلّمت من منشورات مسام كيف أتعرف على الألغام.”

قصتا أحمد ورضوى تختصران رحلة وعي تتجاوز الخوف والأمية. ففي بلد يعاني من العزلة وضعف التعليم، نجح مشروع “مسام” في بناء الثقة بين الأهالي وفرق التوعية. عبر القرى والمدارس والمخيمات، وصلت الرسائل بلغات يفهمها الجميع: صور كبيرة، رموز بسيطة، وأصوات مألوفة.

لم تعد الألغام بالنسبة لهؤلاء مجرد خطر صامت، بل تحدٍّ يمكن مواجهته بالمعرفة والتعاون.

في اليمن، أثبتت تجربة “مسام” أن إزالة الخطر تبدأ من إزالة الجهل، وأن كل قصة وعي هي خطوة نحو وطن أكثر أمانًا.

 

شارك المقال

واتس اب
لينكد إن
تويتر
الفيسبوك