اليمن يتنفس من جديد.. “مسام” يعيد الحياة للطبيعة في اليوم الدولي لحماية البيئة من آثار الحرب

104edb3f-42d5-4973-ba86-86de9f57b3a8
في السادس من نوفمبر، يحتفل العالم بـ اليوم الدولي لمنع استغلال البيئة في الحروب والنزاعات المسلحة، وهو تذكير بأن آثار الصراعات لا تتوقف عند الدمار البشري، بل تمتد إلى الطبيعة ذاتها.
وفي اليمن، حيث خلفت سنوات الحرب ألغاماً وذخائر غير منفجرة في الحقول والآبار والوديان، يبرز مشروع مسام كنموذج فريد لاستعادة الحياة من تحت الركام.
تقول اللجنة الدولية للصليب الأحمر إن التلوث الناتج عن الأسلحة يترك آثاراً طويلة المدى على النظم البيئية، مؤدياً إلى تدهور التربة وتلوث المياه. أما مركز جنيف الدولي لإزالة الألغام فيحذر من أن الألغام ومخلفات الحرب تسرّع من فقدان التنوع البيولوجي وتدفع نحو استنزاف الأراضي الزراعية المتبقية.
مشروع «مسام».. إنقاذ الأرواح والأرض معاً
منذ انطلاقه عام 2018، تمكن مشروع مسام من إزالة أكثر من 521 ألف لغم وذخيرة غير منفجرة وعبوة ناسفة، بينها نحو 147 ألف لغم مضاد للدبابات و7 آلاف لغم مضاد للأفراد، مطهرا ما يزيد عن 72 مليون متر مربع من الأراضي في مختلف مناطق اليمن.
يقول مدير عام مشروع مسام الأستاذ أسامة القصيبي: “عندما نطهّر حقل ألغام، فإننا لا ننقذ أرواح الناس فقط، بل نمنح الأرض نفسها فرصة لتتنفس من جديد. فإزالة الألغام عمل بيئي بقدر ما هو إنساني”.
تأثير بيئي يتجاوز حدود الانفجار
الألغام لا تقتل فقط، بل تمنع المزارعين من زراعة أراضيهم وتلوث المياه الجوفية بالمعادن الثقيلة، ما يهدد حياة الإنسان والحيوان.
كما أن المناطق الملغومة تتحول إلى أراضٍ مهجورة، تفقد خصوبتها وتتعرض للتآكل والتصحر، وهو ما يزيد من أزمة انعدام الأمن الغذائي في بلد يعاني أصلًا من الجفاف وتدهور الموارد.
نحو تعافٍ بيئي وإنساني متكامل
تؤكد تجارب سابقة حجم الكارثة البيئية التي تخلّفها الحروب، حيث وصلت تركيزات المعادن الثقيلة في التربة إلى عشرات أضعاف المعدلات الطبيعية. هذه الحقائق تبرهن على أن تطهير الأراضي ليس مجرد إجراء أمني، بل خطوة أساسية نحو استعادة النظم البيئية والحياة الزراعية.
وفي ختام كلمته، شدد القصيبي على أن: “التعافي البيئي والإنساني متلازمان، فبدون أرض آمنة لا يمكن تحقيق الاستدامة أو بناء مستقبل أفضل”.

شارك المقال

واتس اب
لينكد إن
تويتر
الفيسبوك