جسد مهرجان العسل في مدينة عتق بمحافظة شبوة نموذجاً حياً لنجاح جهود مشروع “مسام” في تطبيع الحياة بالمناطق المحررة، وتعزيز النشاط الاقتصادي بعد سنوات من الحرمان القسري بسبب الألغام.
ويعد المهرجان رافداً اقتصادياً هاماً، وجاء تتويجاً لعمليات تطهير واسعة نفذتها فرق مشروع “مسام” في وادي بيحان، ما سمح بعودة آمنة للنحالين إلى مراعيهم الطبيعية، وأعاد الحركة للقطاع الزراعي في المحافظة.
عودة النحالين وأثر المشروع على المجتمع
وتتميز شبوة بوفرة أشجار السدر والسمر، التي تعد المصدر الأساسي لإنتاج أجود أنواع العسل اليمني، إلا أن تلوث الأراضي بالألغام كان يمنع الاستفادة من هذه الثروة الوطنية لفترات طويلة.
وخلال المهرجان، أشاد وكيل محافظة شبوة، أحمد عبد الحبيب، بجهود المشروع قائلاً: “نشكر مشروع مسام على جهوده الجبارة في تأمين وادي بيحان، قلب مراعي النحل في المحافظة”، مضيفاً أن هذا الإنجاز أعاد للمجتمع أحد أهم موارده الحيوية.
من جانبه، أكد مدير عام مكتب الزراعة بالمحافظة، فهد مبارك سالم، أن أثر مشروع “مسام” تجاوز مجرد نزع الألغام ليشمل البعد الإنساني والاجتماعي والاقتصادي، موضحاً أن “عمل مسام هو عمل إنساني في المقام الأول؛ إذ أتاح للمزارعين وأسرهم استعادة مصدر رزقهم وحياتهم الطبيعية بعد سنوات من الخطر”.
وأشار سالم إلى أن المشروع أعاد الأمان للأودية، مما سمح لمئات النحالين بالعودة لممارسة عملهم، مشيراً إلى أن هؤلاء يشكلون نحو 70% من العاملين في القطاع الزراعي بالمحافظة، وهو ما يعكس الأثر الملموس للجهود الإنسانية للمشروع في تعزيز الاقتصاد المحلي وتحفيز الاستثمار في قطاع العسل.
خطط للحفاظ على استدامة الإنتاج وجودة العسل
وفي إطار استدامة هذه المكاسب، كشف سالم عن توجه السلطة المحلية لإنشاء محمية لأشجار السدر في مديرية جردان، المصدر الأساسي لإنتاج أفضل أنواع العسل اليمني، مؤكداً أن هذه الخطوة ستضمن استمرار الإنتاج بجودة عالية، وتحافظ على البيئة الزراعية، وتدعم تطلعات شبوة لتكون مركزاً عالمياً لإنتاج العسل الفاخر.
ويأتي مهرجان شبوة للعسل هذا العام ليس فقط لتسليط الضوء على جودة المنتج وتسويقه عالمياً، بل ليُبرز قصة صمود مجتمع بأكمله، والدور الحاسم للجهود الإنسانية التي قدمها مشروع “مسام” في إعادة الحياة إلى الأرض.
