لفترة من الزمن ظن هادي شوعي أنه أفلت من شباك الألغام وكمائنها، فقد تعود سماع أخبار إصابات هنا وهناك، لكنه أحس أنه بعيد وحذر بقدر سيجعله بأمان من فتك الألغام. لذلك قرر هادي أن يحافظ على إيقاع حياته في العمل والمثابرة وصلة الرحم، فالحياة مستمرة وتتطلب من هادي الاستمرار لا التوقف خوفاً من هذه العلب الغادرة، وعلى هذه القناعة مضى هادي.
لكن زيارة تفقدية لأقارب هادي في عزلة بني حسن شمال مديرية عبس، غيرت قناعاته وحياته، حيث حدثت كارثة حينما كان عائداً إلى منزله على على متن دراجته النارية.
هناك وقع هادي ضحية مصيدة الألغام المنتشرة على الخطوط الفرعية ولم يصل قريته إلا جريحاً بعد أن فقد إحدى أطرافه العلوية في حادثة صعبة وموجعة نتيجة انفجار لغم أرضي تحت دراجته النارية.
وهنا يقول هادي شوعي “ما أطول أنفاس الألغام وما أحرصها على الدموية والانتقام، ها قد وقعت في شراكها، الحمد الله على كل حال، ماذا نفعل لقد صرت أعاني إعاقة مزمنة وتعطلت حياتي وتوقف عملي وتعاني أسرتي اليوم معي ضيقاً مادياً ونفسياً، نتمنى أن تزول عنا هذه الغمة على يد فرق مسام وأن تعود الحياة آمنة من هذه الألغام المتعطشة للدم”.
