الخداع إحدى أهم أساليب الألغام الغادرة في النيل من ضحاياها، وهو فخ يقع فيه العديد من اليمنيين اليوم، ليضافوا إلى قائمة المغدورين على يد هذه العلب الملغومة المتعطشة للدم.
وهذا حال طه عتين، الذي يبلغ من العمر 19عاماً، والذي لطالما قطع مسافات طويلة على دراجته النارية كل يوم من قريته “العتنة” في حرض إلى السوق الشعبي بمديرية حيران شمال محافظة حجة، للعمل رغم إعاقته الجسدية وفقده إحدى يديه نتيجة مأساة عاشها بسبب لغم.. عناء كبير من من أجل توفير ما يسد به رمق لعائلته المنكوبة.
يتحدث” طه عتين “في تصريح لمكتب مسام الإعلامي عن تفاصيل الفاجعته التي ألمت به بسبب الألغام قائلاً: “كنت أرعى الأغنام في مزرعتنا جوار القرية ورأيت جسما غريبا، شدني الفضول نحوه فاقتربت منه ولمسته بيدي.. لم أن أعرف أن هذا الجسم سيغيير حياتي للأبد، فما إن لمسته حتى انفجر في يدي، لقد كان لغماً فردياً، وقد بتر يدي اليسرى إلى جانب إصابتي بجروح أخرى في جسدي”.
كما أضاف: “نحن نعيش معاناة دائمة بسبب انتشار الألغام والعبوات الناسفة حول القرى وفي المزارع، وقد باتت حركتنا محدودة نناشد مشروع مسام لتطهير مناطقنا من هذه العلب القاتلة والفخاخ الملغومة الفتاكة وتخلصينا من هذا الكابوس الذي ارّق حياتنا”.
ورغم ما ألم به من مصاب في جسده والأذى النفسي الذي لحق به بسبب عجزم عن توفير حياة كريمة لأسرته بعد مأساته مع هذا اللغم الفردي، لم يستسلم طه للإعاقة بل واصل حياته في الكفاح والعمل لتأمين لقمة العيش لأسرته في ظل واقع مرير يعيشه آلاف السكان شمال محافظة حجة، حيث لاتزال حقول الألغام التي زرعتها ميليشيا الحوثي قبل انسحابها تحصد أرواح المدنيين وتقيّد حياتهم وتغيير مجراها نحو زوايا مغلوقة من العجز والحاجة .
