الأخبار
مما لا شك فيه أن حركة انقلابية دموية تسعى إلى فرض ولايتها بقوة السلاح على المواطنين ستعكس حالة من الصراع الدموي الذي لا ينته بسبب تعنت الحوثيين الذين أتوا على الأخضر واليابس في سبيل تحقيق هدفهم المنشود غير عابئين بما أنزلوه من عذاب على سكان اليمن الذين تجرعوا شتى أنواع المهانة والإذلال والخوف على يد هؤلاء المتمردين. سنوات مرت زرعت فيها البلاد بالآلاف من الألغام ليصبح اليمن أكثر دولة ملغومة منذ الحرب العالمية الثانية.
وقد كثفت الميليشيات الحوثية مؤخرا من زرع الألغام لمنع تقدم القوات العسكرية الحكومية. وعلى الرغم من سيطرة الجيش الوطني على مساحات شاسعة إلا أن الألغام بقيت تمثل خطرا على السكان تفتك بهم وتقف عائقا أمام ممارسة حياتهم الاعتيادية حيث قضى العديد منهم نحبه بسببها أما من نجا من الموت فإنه صار يعاني من إعاقة ستلازمه مدى الحياة فالمئات من المدنيين أصيبوا بإعاقات دائمة إثر انفجار الألغام الأرضية.
وفي هذا الصدد أكد أسامة القصيبي مدير المشروع السعودي لنزع الألغام في اليمن “مسام” أن الألغام الموجودة اليوم في كل منطقة من مناطق اليمن لا يتم استخدامها كآليات دفاعية أو هجومية بل لترويع السكان وأن الحوثيين قاموا بإعادة برمجة ألغام مضادة للدبابات كانت تحتاج في السابق إلى أكثر من 100 كيلوغرام من الضغط من أجل انفجارها بحيث تنفجر عند ضغط أقل من 10 كيلوغرامات.
ونتيجة لما تم ذكره آنفا طالبت منظمة هيومن رايتس ووتش ميليشيات الحوثي بالكف عن استخدام الألغام حيث ورد في تقريرها أن الميليشيات استعملت الألغام الأرضية في الساحل وعلى الحدود مع السعودية وحول المدن الرئيسية وعلى الطرقات….وقدر عدد الألغام التي طمرها الحوثيون على الرقعة الجغرافية اليمنية خلال أربعة أعوام بنحو مليون لغم.
وحسب التقرير فإن زراعة الموت هذه تسببت في مقتل أكثر من 1539 شخص وإصابة ما يزيد عن 3آلاف آخرين إضافة إلى قتلى وجرحى في صفوف الصيادين الذين راحوا ضحية الألغام البحرية، فقد باتت الألغام توزع الموت على الأبرياء دون إنذار مسبق مما جعلها سببا آخر لشقاء اليمنيين بعد أن فتكت المجاعة والكوليرا والدفتيريا بـ8 ملايين يمني، لذلك يسعى كل من مشروع مسام والجيش الوطني اليمني إلى تخليص هذا البلد من الموت الكامن في جوفه عن طريق تجنيد وتكوين عدد من الخبراء لتحقيق هذا الهدف النبيل، وقد تمكن الجيش الوطني وقوات المقاومة المشتركة مؤخرا من تفكيك 4 عبوات ناسفة من مخلفات جماعة الحوثي في شمال محافظة الضالع بعد أن عثرت عليها دورية تابعة للشرطة العسكرية بالقرب من حاجز تفتيش في شمال مدينة قعطبة.
هذه العبوات التي تم العثور عليها ماهي إلا نموذج بسيط عن كميات الألغام والعبوات الناسفة التي زرعها المتمردون في الجبال والمناطق التي تتركز فيها شمال قعطبة وغربها.
إن الميليشيات الحوثية تتحمل المسؤولية كاملة عن ما حل باليمن من كوارث من إصابات المدنيين وتقويض البنية التحتية والعبث بتاريخ البلاد…لذلك وجب على المنظمات الدولية زجر الأعمال التي تقوم بها هذه الجماعة وفتح تحقيق في استخدامها للألغام الأرضية وتحديد المسؤولين عن ذلك وكل من ساعد وسهل تخريب اليمن.