الأخبار
إن ما يحدث في اليمن هو حرب بالإنابة تخوضها ميليشيات متمردة لفائدة حليفتها إيران لتنفيذ أجندة لا تمت لليمنيين بأي صلة. بالعكس فقد دمرت بلدهم وزعزعت أمنهم وحرمتهم من لقمة العيش وأزهقت أرواحهم وبترت أطرافهم.
إن الأرقام والحقائق لن تقول الكثير أو تعطي صورة صحيحة، ولكنها مهمة لتذكرنا ولكي ندرك كم أصبح الوضع صعبا. إذ لازالت الحرب تضرب بقسوة حيث يسقط كل يوم عدد من الأبرياء لا ذنب لهم سوى أنهم وجدوا في زمن هذه الجماعة الإرهابية التي لا تولي أهمية لحياة الناس، فقد تنازلت عن آدميتها لتحقيق أطماعها وإسعاد حليفتها.
كل ما يحدث في اليمن وكل هذه المعاناة هي من صنع هؤلاء المارقين الذين أبدعوا في إراقة الدماء وتدمير البلاد وتأزيم الأوضاع، وأغلقوا كل أبواب الحوار والتفاهم، واختاروا طريق الحرب والخراب تقودهم رغبة الجامحة في السلطة.
لقد اغتنم الحوثيون حالة السخط الشعبي وشددوا سيطرتهم على محافظة صعدة والمناطق المجاورة في الأجزاء الشمالية من اليمن. وفي سبتمبر 2014 تمكنوا من توسيع نطاق سيطرتهم على الأراضي بعد إنقلابهم على الشرعية والإستيلاء على عدد من المواقع العسكرية والأمنية في العاصمة صنعاء لينمو في داخلهم الأمل في بلوغ سدة الحكم.
ولضمان ذلك، قامت هذه الجماعة بنشر الألغام في كل مكان تطأه قدمها حتى ترهب اليمنيين وتخضعهم لسيطرتها خاصة بعد أن اكتشفوا وجهها الدميم. وقد ارتكبت ولاتزال ترتكب حتى يومنا هذا انتهاكات جسيمة لحقوق الإنسان منها ما قد يصل إلى حد جرائم الحرب.
لقد علق المدنيون في أتون هذه الحرب العبثية ودفعوا ثمنها من أرواحهم وأجسادهم ومن فلذات أكبادهم. ولن تكون قصة الطفل مبارك محمد غرزة ذي الـ10 سنوات الأخيرة في هذا المسلسل الدموي، حيث قضى نحبه بعد انفجار لغم أرضي زرعته ميليشيا الحوثي. فيما أصيب الطفل زين الله مبارك غرزة البالغ من العمر 8 سنوات إصابة حرجة، وذلك أثناء رعيهما للأغنام في منطقة ملاحا بمديرية المصلوب غربي الجوف.
وخلال الأسبوع الماضي، قتل ثلاثة مدنيين وأصيب 11 آخرين بانفجار ألغام حوثية مزروعة بشكل عشوائي في مناطق مختلفة بمحافظة الجوف التي تعتبر من بين أكثر المحافظات احتواء للألغام.
ووفقا لإحصائية نشرت حديثا على حساب “الألغام في اليمن” على موقع تويتر، فقد قتل 190 مدنيا في هذه المحافظة فيما أصيب نحو 385 بعضهم لحقت به إعاقة دائمة، عدا عن نزوح أكثر من 14 ألف شخص من مساكنهم وذلك خلال الفترة الممتدة من 2016 وحتى مطلع سنة 2019. كما دمرت الألغام أكثر من 105 منشأة عامة وخاصة ومركبات، إضافة إلى نفوق ما يزيد عن 100 رأس من الماشية.
مازال العالم يتجاهل ما ترتكبه هذه الميليشيات من جرائم في حق أبناء اليمن، ومازال يقف مكتوف الأيدي إزاء العجرفة الحوثية. في حين يتوق اليمنيون إلى إيقاف النزيف الحاصل في الأرواح ومحاسبة المتسبب في ذلك عل ذلك يشعرهم باسترداد حقهم المنهوب.