الأخبار
“عام يذهب وآخر يأتي وكل شيء فيك يزداد سوء يا وطني”.. هكذا قال شاعر الوطن محمود درويش وكأنه يعبر عما يختلج صدر كل يمني، حيث يواصل الجوع والفقر والموت إنهاك اليمنيين البالغ عددهم 28 مليونا في وقت تجاوز فيه هذا البلد العام الخامس من حرب عبثية أوجدت أسوأ أزمة إنسانية في العالم.
عام يأتي وآخر يرحل، رغم الجراح ورغم الألم مازال اليمنيون يقاومون هذا العدو الجائر الذي انقض عليهم كالنسر الكاسر ليفتك بهم ناشبا مخالبه في الجسم اليمني حتى أدماه، لكن الأخير مازال يقاوم ويجابه ليخلص نفسه فليس الوطن أرضا ولكنه الأرض والحق معا.. لكن الحق مع اليمنيين والأرض معهم.
في اليمن شعب يريد التغيير..
في اليمن شعب يريد أن يجعل من الجحيم جنة..
في اليمن شعب يريد أن يجعل من الوطن وطنا حقيقيا بعدما ظل لسنين طويلة مجرد كذبة..
لكن جرت الرياح بما لا تشتهي سفينتهم، حيث عصفت بها أطماع الحوثيين في الحكم الذين شاركوا في الاحتجاجات والمظاهرات ببادئ الأمر ووقعوا على مخرجات الحوار الوطني التي أقرت في أواخر يناير 2014، لكنهم لم يلتزموا ببند نزع السلاح.
ودخلت في الشهر الموالي في صراع مسلح مع القوات الحكومية، ليكشفوا عن وجههم الحقيقي وأهدافهم الخفية، وليتسللوا إلى حاضر اليمنيين ومستقبلهم عن طريق زرع الألغام التي جادت بها بسخاء على الأراضي اليمنية.
وكان وكيل وزارة حقوق الإنسان اليمنية نبيل عبد الحفيظ قد صرح أن الميليشيات الحوثية زرعت الألغام في المناطق التي انسحبت منها للإنتقام من الأهالي بسبب رفضهم لوجودها، مشيرا إلى أن الميليشيات ملأت المزارع والطرق والمناطق السكنية بالألغام والعبوات الناسفة المموهة وذلك دون أن ترسم خرائطا لموقعها.
كما ذكر عبد الحفيظ أن الألغام لم تكتف بقتل المدنيين بل بطشت بالحيوانات أيضا، مبينا أن هذه الآفة تهدد أرواح الأبرياء في الضالع وتعز والحديدة والمحافظات الأخرى التي خضعت لسيطرة جماعة الحوثي.
وهو ما أكده مدير عام مشروع مسام السيد أسامة القصيبي، حيث قال إن زراعة الألغام في المناطق المأهولة هي طريقة للسيطرة على هذه المناطق حتى بعد تحريرها قصد ترهيب السكان المحليين، مشيرا إلى أن المشروع في صراع مع الزمن لإزالة الألغام من الأراضي المحررة وتأمين حياة اليمنيين، لكن في الجهة المقابلة هناك ألغام لازالت تزرع.
لقد علق اليمن في الكهف الحوثي المظلم الذي استخدم المراوغة لإدامة العنف وجعله وجع يومي يلاحق اليمنيين ويقض مضاجعهم خاصة باستعمال علب الموت.
وتشير تقارير إلى اقتصار استخدام الألغام على الميليشيات الحوثية بشكل حصري والتي بلغ عددها أكثر من مليون لغم أرضي تشمل كافة الأنواع المضادة للمركبات والأفراد والألغام البحرية، ومعظمهم ألغام محلية الصنع أو مستوردة من إيران وتم تطويرها محليا لتنفجر مع أقل وزن.
لقد غدت الألغام أبرز أسلحة المتمردين التي تفتك باليمنيين وتنغص حياتهم التي باتت محكومة بخيانة الحظ لخطواتهم. فهل للخروج من هذا المأزق من سبيل؟.