الأخبار
في الوقت الذي تسعى فيه دول للسلام والارتقاء بمستوى عيش مواطنيها وغرس العلم بدل الألغام وبناء اقتصاد قوي بدل القبور، يعيش اليمن حالة من هستيريا الانقلاب والتعطش للدماء والتفنن في صناعة القتل والدمار، وكأن اليمن مرتعا لهؤلاء الإرهابيين ومصنعا للمتفجرات ومحلا لتنفيذ أجندات خارجية.
وفي إطار انتهاكات حقوق الإنسان، رصد مكتب حقوق الإنسان بمحافظة الجوف عددا من السجون والمعتقلات السرية التابعة للميليشيات الحوثية الإرهابية في عدد من مناطق مديريات المحافظة التي مازالت ترزح تحت سيطرة هذه الجماعة أين تمارس فيها أبشع الجرائم الإنسانية والانتهاكات كالتعذيب الجسدي والنفسي بحق المختطفين. عدا عن رصد 32 انتهاكا بحق أطفال الغيل في الجوف و5000 حالة انتهاك بحق النساء خلال الفترة الممتدة من 2016 إلى 2019.
هذا الجور لم يقف عند محافظة الجوف إنما هو ممتد لجميع المناطق الواقعة تحت قبضة هؤلاء المارقين على غرار محافظة تعز المحاصرة للعام الخامس على التوالي، مما خلف وضعا صحيا مترديا ينذر بتفاقم الكارثة خاصة في ظل انتشار الأوبئة والأمراض والتخوف من وباء كورونا المستجد حيث لن تستطيع إمكانيات المدينة إنقاذ المواطنين من الموت أو تدهور حالتهم الصحية المزرية أساسا وما زاد الطين بلة انعدام الخدمات وحالة الفقر وانتشار المجاعة.
لقد لحق بمختلف مناطق اليمن دمار شديد نتيجة الانقلاب الذي سرق الحياة والأمن والأحلام والاستقرار من اليمنيين وحول أراضيهم إلى مقابر مخضبة بدماء أبنائهم نتيجة الألغام القابعة في باطن الأرض في انتظار ضحاياها، حيث تتعمد ميليشيات الحوثي زراعة صناديق حقدها بشكل عشوائي وجنوني إذ لا يخلو مكان منها. لتأتي الأعاصير والفيضانات وغيرها من الكوارث الطبيعية وتبعثرها وتعيد خلط الأوراق من جديد وتفاقم خطرها. وهو تماما ما حدث مؤخرا في منطقة اليتمة شمالي محافظة الجوف، حيث عثر مواطنون على 8 ألغام جرفتها السيول إلى أماكن السير والرعي مما أثار تخوفهم من إمكانية وجود ألغام أخرى في الأماكن التي يرتادونها.
وكانت تقارير حقوقية قد أفادت أن عدد ضحايا الألغام الحوثية في اليمن قد تجاوز 10 آلاف ضحية يمثل الأطفال والنساء الغالبية العظمى علاوة على المسنين وأصحاب المهن والحرف مثل الصيادين والمزارعين.
لقد خطفت الألغام الأمن والأمل من الناس وأطفأت بسمة الأطفال وأذبلت أجسادهم وقتلت لوهلة الأمل في غد أفضل.
إن إحساس الميليشيات الحوثية ويقينها التام بأن الشر لن يصمد طويلا أمام طالب حق هو ما جعلها تسعى بكل طاقتها لوضع بصمة دم في كل منطقة وصلتها أقدامها لتبقى ذكرى سوداء في تاريخ اليمن علاماتها بادية على أجسادهم.