أمينة إبراهيم.. ضحية جديدة في طوابير ضحايا الألغام


في اليمن لا تميز الألغام بين الرجال والنساء، أو الأطفال والكبار، ولم تستثن أحدا من دون الآخر، فهي آلة حرب تلقف ما تجده تجاهها، فلا رجال سلموا من شرها ولا النساء أيضا ولا الأطفال.
أمينة إبراهيم، من أبناء مديرية الحنيشية إحدى مديريات محافظة تعز، ضحية أخرى تضاف إلى سجل جرائم الألغام بحق النساء في اليمن.
بقدم مبتورة تروي أمينة لمكتب مسام الإعلامي تفاصيل وأحداث مؤلمة صنعتها الألغام المزروعة بكثافة في دروب اليمنيين.
 تستهل أمينة حديثها بسرد بعض من تفاصيل حياتها اليومية بقولها: “كعادتي أخرج صباحا إلى ضواحي منطقتي الحنيشية لرعي الأغنام، وجمع الحطب والعودة به إلى المنزل لإعداد الطعام فنحن بالغالب لا نستخدم الغاز المنزلي لعجزنا عن شرائه ونعتمد على الحطب في صنع طعامنا”.
وتضيف “في نهاية اليوم أقوم بالعمل على ماكينة يدوية لخياطة ملابس أطفال القرية وكنت أكسب من هذا العمل مقابل مادي لا بأس به، يساعدنا على شراء متطلبات المنزل الأساسية”.
هكذا كانت تعيش أمينة حتى اعترض طريقها لغم أرضي في ضواحي منطقة الحنيشية ومراعيها مستكثرة على أمينة الحياة البسيطة التي تعودت عليها.
تقول أمينة في أحد الصباحات البائسة والتي غيرت حياتي رأسا على عقب خرجت أرعى الأغنام، في ضواحي القرية، وبينما كنت أمشي بعد أغنامي انفجر بي لغم ليقذف بي على الأرض وقد فقد الوعي من شدة الألم، ولم استيقظ بعدها إلا في المستشفى بقدم مبتورة بعد أن تسبب اللغم بتهشيم وأخذ أجزاء من قدمي اليمنى ما دفع الأطباء لبترها، لأعود إلى منزلي بعد أيام مبتورة القدم.
وعن المأساة التي خلفتها الألغام في حياة أمينة تقول أمينة “بعد أن عدتُ إلى البيت بقيتِ طريحة الفراش، لا أقوى على الذهاب لرعي الأغنام، أو تجميع الحطب، فكلها أعمال لا أقوى عليها بقدم واحدة”.
لم يقتصر الأمر على رعي الأغنام، وتجميع الحطب فقط، بل أن عملي على ماكينة الخياطة التي كنت أعيل بهآ أسرتي، هي الأخرى لم أعد أقدر على العمل عليها كونها تطلب تحرك عجلتها بقدمين ومن الصعب أن أعمل حاليا عليها بقدم واحدة، لذا فقد حرمتني الألغام من مصدر رزقي الأساسي.وعن جهود مسام في تطبيع الحياة في قرى ومناطق الحنيشية تقول أمينة: فرق مسام وصلت إلى القرية بعد فترة قصيرة من انتهاء الحرب، حيث كانت المنطقة ملوثة بالألغام والمقذوفات، وتمكنت فرق مسام الهندسية من تطهير المساكن من الألغام، وفتحت ممرات أمنة للمواطنين، وقامت بتطهير مزارعهم، ومراعي الأغنام.
وطالبت أمينة مشروع مسام بالاستمرار في عمله الإنساني حتى نزع آخر لغم من مديرية الحنيشية، ليتكمن المواطنين من العمل والتنقل، بأمان، ولكي لا نرى طفلا أو امرأة أو شابا يخسر قدمة، أو يفقد حياته، بسبب هذه الألغام.