مسام.. ذروة العطاء الإنساني الحقيقي

هل بعد التضحية بالنفس تضحية؟ وهل بعد فقدان الأطراف والعجز والإعاقة بذل وتفان؟.. هذا هو مسام وهذه فرقه التي تتوحد على قلب رجل واحد من أجل مواصلة مكافحة الألغام وقف نزيف الدم بسبب هذه العلب العشوائية التي تنشر الفوضى والهلاك في اليمن.

فالعمل في مجال نزع الألغام من أخطر الأعمال وأكثرها خطورة وتعقيدا، وكل من يعمل في هذا الحقل الملتهب يدرك جيدا بأن ضريبة مهمته قد تكون الموت أو الإعاقة الدائمة، لكن نداء الإنسانية يجعل أصحاب الأيادي البيضاء في مشروع مسام يذهبون في مهمتهم النبيلة في اليمن إلى أقصى درجات التضحية دون تردد أو تقصير في مهمتهم النبيلة في اليمن المسكون بعلب الموت المتفجر.

فنازعو الألغام ومتلفوها وغيرهم من الخبراء والمنتمين إلى أسرة مسام، يدركون أنهم يحاورون في مهمتهم الإنسانية في اليمن موتا مفترسا مكشرا عن أنيابه، لذلك يتسلحون بالعزم والخبرة والتفاني والمعدات المتطورة في مكافحة هذا العدو الغاشم الذي لا يتعفف عن سفك دماء الأبرياء دون رحمة ولا يترك شاردة ولا واردة دون أن يدخلها في بوتقة نقمته.

ومؤخرا على سبيل المثال لا الحصر، فقد عضو الفريق 27 مسام المهندس فضل عبدالله نصر قدماه في انفجار لغم أثناء تأديته لواجبه الإنساني في مديرية حيس بمحافظة الحديدة.

ولم يكن فضل عبدالله الذي فقد اليوم قدماه أول ضحايا علب الموت المتفجر ولن يكون الأخير، فالعمل في مجال الألغام محفوف بالمخاطر وجميع المنتسبين لأسرة مسام يدركون ذلك، وهم مستعدون للتضحية من أجل إنقاذ حياة المدنيين من خطر علب الموت المتفجر وصنيعها المأساوي.

وفي هذا الإطار، بين المهندس مسعد أحمد قائد الفريق 8 مسام أن فرق مسام ماضية في مشوارها الإنساني بعزم وحزم في عدة مناطق في اليمن منها عسيلان وبيحان وشبوة وعين وحريب بمحافظة مأرب.

فمسام يتسلح بأسرة متماسكة متعاهدة على ميثاق إنساني خالص مفاده تلبية نداء الإنسانية في اليمن بسخاء وعطاء لا حدود لهما، معتمدا في هذا العمل النبيل على نخبة من الخبراء المحنكين في مجال نزع وإتلاف الألغام الذين يمدون فرق مسام باستمرار بمعارف نوعية توجههم بمهنية عالية على الأرض وتساهم في إنجاح مهماتهم الميدانية وتحميهم من كمائن الموت التي تنصبها الألغام بعشوائية إلى حد كبير.